ويتنافس خمسة مرشحين على المنصب خلفاً للرئيسة الحالية، نكوسازانا دلاميني زوما، وهم وزراء خارجية كينيا، أمينة محمد، وبوتسوانا، بيلونومي فينسون مواتوا، والسنغال، عبد الله باتيلي، وتشاد، موسى فكي، وغينيا الاستوائية، أجابيتو أمبا موكي، وسط توقعات بانحسار المنافسة النهائية بين وزراء خارجية السنغال وكينيا.
في موازاة ذلك، تتنافس أربع شخصيات أخرى على منصب نائب رئيس المفوضية وهم: ياسين علمي بوح من جيبوتي، وعبد الحكيم رجب من ليبيا، وزوماس كموريتي كوسي من غانا، وتيكر تيكر كلاوري من الكونغو.
ودخلت المنافسة بين المرشحين لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ونائبه، مراحلها النهائية باقتراب موعد التصويت الإثنين، إذ شهدت أروقة الاتحاد الأفريقي تنافساً واحتداماً غير مسبوق بين أعضاء بعثات الدول الأفريقية بأقاليمها الخمسة وتكتلاتها، والتي يمكن تقسيمها بين تكتل "فرنكوفوني" تمثله دول غرب القارة المتحدثة بالفرنسية كلغة تخاطب، وأخرى "أنكلوسكسونية" المتحدثة باللغة الإنكليزية.
وكانت الحملات الدعائية للمرشحين قد انطلقت مبكراً باجتماعات ولقاءات بين مجموعات الوفود المشاركة داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، وصلت في بعضها إلى ممارسة حملة تشويه طاولت وزيرة خارجية كينيا، أمينة محمد، والتي تعتبر من أقوى المرشحين، وأوفرهم حظاً بالفوز في السباق.
وتطارد المرشحة الكينية أمينة محمد اتهامات بالفساد، واستثمار المال العام، فيما سبقتها حملة تشويه أخرى منذ شهرين ضد منافسها، وزير خارجية السنغال، عبد الله باتيلي، إلا أنها استعرت مع انطلاقة فعاليات الأعمال التحضيرية للقمة الأفريقية على مستوى الممثلين الدائمين.
وكانت وسائل الإعلام الكينية والجنوب أفريقية قد ركزت حملاتها ضد الوزير السنغالي لعلاقته مع الغرب، لا سيما فرنسا. والملاحظ أن الحملات الدعائية تقودها مجموعات الدول الناطقة بالإنكليزية والفرنسية في شرق وغرب القارة، ممثلة في إعلام داكار ونيروبي، إلا أن المؤكد هو أن الإعلام السنغالي هو من بدأ الحملة.
وترجح مصادر دبلوماسية، تحدثت مع "العربي الجديد"، أن تعمل حملات التشويه التي طاولت مرشحي مجموعة شرق وغرب القارة الأفريقية، على ترجيح كفة مرشح وسط القارة الأفريقية وزير خارجية تشاد، موسى فكي، ووزيرة بوتسوانا، لتعيد الأخيرة مجدداً إلى دائرة التنافس بعد أن فشلت في الحصول على غالبية الأصوات للفوز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في انتخابات الاتحاد في القمة، والتي عُقدت بالعاصمة الرواندية كيغالي العام الماضي.
وفي حين كشفت المصادر نفسها عن اتصالات تجريها دول غرب ووسط القارة "المعروفة بأنها فرنكفونية" على مستوى وزراء الخارجية، للتنسيق والاتفاق على مرشح واحد، أشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية التشادي، موسى فكي، قد ضمن سبعة من أصوات مجموعة غرب أفريقيا البالغ عددها 16 دولة، بالإضافة إلى أصوات وسط القارة والمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا "أيكواس" والبالغة 15 دولة، ما يوفر وضعاً مريحاً لمرشح تشاد للدخول في المنافسة في الجولة الثانية من الانتخابات.
من جهتها، بدأت دول مجموعة شرق القارة البالغة 14 دولة، اتصالاتها مع دول جنوب القارة البالغة 15 لتنسيق مواقفها بهدف الوصول إلى اتفاق حول مرشح واحد. وبحسب مصدر تحدث مع "العربي الجديد"، فإن أصوات دول شمال القارة ستكون العامل الحاسم في الجولة الأولى ليصعد اثنان من المرشحين لخوض الجولة الثانية، وذلك لوقوف مصر وتونس وليبيا وموريتانيا إلى جانب المرشح التشادي موسى فكي. أما صوتا الجزائر والصحراء، الحليفان التقليديان لدول شرق وجنوب أفريقيا، فإنهما بحسب المصدر، سيذهبان إلى جانب دول الشرق والجنوب في الجولة الثانية لترجيح كفة أحد المرشحين.
أما المتنافسون على منصب نائب رئيس المفوضية، فعادةً ما يحدده حسم منصب رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، فإذا كان من فاز برئاسة المفوضية من شرق القارة حينها يتم اختيار النائب من أحد الأقاليم الأربعة الأخرى المكونة للاتحاد الأفريقي بهدف توزيع الفرص على المناطق الجغرافية الأخرى، والتي لم تتمكن من الفوز برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وقال المصدر إن "القادة الأفارقة سيصوتون لاختيار رئيس جديد للمفوضية، ونائبه في جلسة مغلقة عقب الجلسة الافتتاحية".
من جهتها، ذكرت مصادر في القمة لوكالة "الأناضول" أن "انتخابات المرشحين على رئاسة المفوضية والنائب، ستكون في الجولة الأولى باقتراع سري من قبل القادة الأفارقة، ويتوقع صعود مرشحان اثنان ممن يحصل على أغلبية الأصوات للجولة الثانية". ويتوجب على الفائز الحصول على الأغلبية المطلقة (50 في المائة+واحد).
كذبك يجرى انتخاب رؤساء جدد للمفوضيات الفرعية الثماني وهي: السلم والأمن، والشؤون السياسية، والتجارة والصناعة، والبنى التحتية والطاقة، والشؤون الاجتماعية، والاقتصاد الريفي والزراعة، والموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، والشؤون الاقتصادية. وتشهد القمة أيضاً انتخاب رئيس جديد للدورة الحالية للاتحاد، خلفاً للتشادي إدريس ديبي. ووفقاً لما كشف مصدر لـ"الأناضول" فإن "المجلس الوزاري أقر انتقال الرئاسة من وسط القارة إلى غربها، ومن المتوقع أن تتولى نيجيريا أو السنغال رئاسة الدورة الحالية".