تضاربت الأنباء الواردة من مدينة الباب بريف حلب، شمال سورية، اليوم الإثنين، حيث تدور معارك عنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة تحت اسم "درع الفرات" مدعومة بتركيا، ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي كان يسيطر على المدينة، عن مدى سيطرة "درع الفرات" على المدينة، حيث تفيد مصادر "العربي الجديد" بأن نحو 40% من المدينة تحت سيطرة التنظيم، في حين صرح المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، اليوم الإثنين، أن "الجيش السوري الحر"، وبدعم من القوات المسلّحة التركية، أحكم سيطرته على كامل مدينة الباب تقريباً.
وقالت مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، إن المعارك ما تزال مستمرة في الباب، في ظل قصف جوي ومدفعي، في حين ما زال التنظيم يسيطر على نحو 40% من المدينة، رغم مواصلة مقاتلي "درع الفرات" تحقيق التقدم على الأرض.
وقال المراسل الصحافي، عدنان الحسين، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "قوات درع الفرات دفعت بتعزيزات جديدة في معركة الباب، في ظل دعم جوي ومدفعي، حيث تدور معركة عنيفة، في محاولة لحسم المعركة وفرض سيطرتهم على الباب، إلا أن هناك نحو 40% من المدينة ما زالت خارج السيطرة"، لافتا إلى أن "قوات درع الفرات تحرز تقدما ملحوظا".
وأفادت "غرفة عمليات حوار كلس" بأن قوات درع الفرات سيطرت على النادي الرياضي ووصلت إلى أبواب المحكمة، كما سيطرت على جبل الشيخ عقيل.
من جانبها، نقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، اليوم الإثنين، قوله إن "الجيش السوري الحر"، وبدعم من القوات المسلّحة التركية، أحكم سيطرته على كامل مدينة الباب تقريباً.
وقال إنهما يواصلان عمليات تطهير مدينة الباب بحذرٍ كبير، لاحتمال وقوع هجمات انتحارية لـ"داعش"، مؤكداً أن أهالي مدينة الباب سيعودون إلى مدينتهم عقب تطهيرها.
وأضاف: "نريد استخدام الأسلوب نفسه في الرقة، كما في الباب، من خلال دعم العناصر المحلية من أهالي المدينة، وتقديم الدعم اللوجستي لهم من قبل المجتمع الدولي، وتركيا، وأميركا، لتطهيرها من (داعش)، وعدم دخول تنظيمات إرهابية أخرى إليها".
وفي الغضون، قتل القصف الجوي والمدفعي على مدينة الباب عائلة مؤلفة من أحد عشر شخصاً، من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء، كما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى، إلى جانب دمار مادي واسع.
وتحدّثت مصادر طبية عن وصول عشرات القتلى والجرحى من المدنيين ومقاتلي "داعش" إلى مشافي مدينة الطبقة في محافظة الرقة القريبة، شمال شرقي سورية.
يشار إلى أن "درع الفرات يشن هجوما بهدف السيطرة على مدينة الباب قادما من جرابلس منذ 182 يوما، حيث تم طرد التنظيم من مناطق واسعة في ريف حلب، في حين لا يبدو هدف تلك القوات واضحا بعد الباب، التي تعد منطقة استراتيجية، حيث إن هناك منبج التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، وهناك معركة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سورية.