رفعت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أخيراً، من وتيرة تصعيدها ضد إيران، من خلال إطلاق حملة واسعة لتجديد فرض عقوبات شاملة عليها وإنذار الدول الأخرى، خصوصاً الحليفة، بمعاقبتها إذا رفضت الالتزام بتطبيق المقاطعة. ويأتي هذا التحرك قبل نحو شهر من بدء العمل بالشق الأول من هذه العقوبات، كما يأتي عشية انعقاد قمتين مهمتين، قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 12 و13 يوليو/تموز الحالي، وقمة ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي في 16 الشهر الحالي.
ويحمل التوقيت رسائل متعددة لأكثر من طرف، فترامب يعرف أن أجواء قمة حلف شمال الأطلسي ستكون متوترة بحكم الخلافات المتزايدة مع الأوروبيين، خصوصاً الخلافات حول النفقات الدفاعية، فضلاً عن الحرب التجارية التي اندلعت بسبب سياسته الحمائية التي يتمسك بها، بالإضافة إلى معرفته أن الحلفاء لا يرغبون مشاركته بفرض عقوبات على طهران. وبالتالي فإن إصراره على وجوب تضامنهم معه في توجهه حيال إيران يمنحه ورقة لتبرير نفوره المعروف من "الحلفاء" وحلف شمال الأطلسي معاً. وبسبب هذه الأمور، فإن ترامب يضرب عصفورين بحجر واحد: يضمن تدهور علاقاته مع الأوروبيين و"يرضي" بوتين في الوقت ذاته. ويهدف ترامب إلى أن تكون العقوبات على إيران كاسحة، وأقوى من تلك التي سبقت الاتفاق النووي.
وسبق المؤتمر الصحافي لهوك تصريحات وتلويحات رسمية تتوعد إيران والدول التي تتضامن معها، بردود ومواقف وحتى عقوبات قاسية. وهدد ترامب، في مقابلة الأحد الماضي، بمقاطعة الشركات الأوروبية إذا تعاملت مع إيران، فيما حذر هوك من "أننا لا نسعى لتقديم تراخيص أو إعفاءات لأن من شأن ذلك تخفيف الضغوط عن إيران. نحن مستعدون للعمل مع دول تخفّض وارداتها من إيران على أساس كل حالة على حدة"، مضيفاً "أما في ما يتعلق بعقوباتنا الأخرى، فنحن لا نسعى لتقديم تراخيص أو إعفاءات". وتوعد وزير الخارجية، مايك بومبيو، بمحاسبة المرشد الإيراني، علي خامنئي، بسبب التمادي في "زعزعة استقرار الخليج وإطالة أمد معاناة الشعب اليمني". وحتى وزير الدفاع، جيمس ماتيس، المتريث والمتحفظ إجمالاً على الخيار العسكري، لم يسقط التحذير من عواقب التأثير السلبي للدور الإيراني في المنطقة.