انتفاضة العراق: السلطات تصعّد القمع وسقوط قتلى وجرحى في بغداد وكربلاء والناصرية

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
24 نوفمبر 2019
34524479-7A76-4C85-B15D-409FA9536D27
+ الخط -

أكد مسؤول طبي عراقي في وزارة الصحة ببغداد، اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات العراقية في الساعات الماضية إلى 7 قتلى وأكثر من 150 مصاباً في بغداد والبصرة وكربلاء وذي قار، مع اتساع رقعة التظاهرات وحدّتها في مدن جنوبية عدة وإعلان الشرطة في البصرة رفع حالة التأهب الأمني إلى القصوى.

وبحسب الحصيلة الأخيرة التي حصل عليها "العربي الجديد"، من مسؤول صحي عراقي في بغداد، فإن متظاهراً قتل في بغداد وأصيب نحو 40 آخرين، كذلك قتل 3 متظاهرين في ذي قار وأصيب 38 آخرون. وفي البصرة قتل 3 متظاهرين في أم قصر والزبير، وأصيب 77 آخرون، كذلك أُصيب 12 متظاهراً في كربلاء"، مؤكداً أن أغلب الضحايا قتلوا بإطلاق الذخيرة الحية. 

يأتي ذلك في وقت قطع فيه متظاهرو عدد من المحافظات أغلب الطرق والجسور فيها، بينما تجدد الإضراب العام في المدارس والجامعات العراقية تلقائياً.

واستخدمت قوات الأمن العراقية الذخيرة الحية وقنابل الغاز في تفريق المتظاهرين بساحات ومناطق من تلك المحافظات، وهو ما سبّب سقوط الضحايا.

وتشهد البصرة منذ صباح اليوم الأحد تظاهرات واسعة، حيث قطع المتظاهرون عدداً من الطرق الرئيسة المؤدية إلى حقول نفط وموانئ على مياه الخليج العربي، فيما قطع متظاهرو الناصرية أغلب جسور المدينة وطرقها، وتشهد المثنى وميسان تظاهرات مماثلة شارك فيها طلاب المدارس والكليات. 


وتمكن عناصر الأمن، فجر اليوم، من استعادة جسر الأحرار من المتظاهرين، الذين أجبروا على التراجع نحو ساحة الوثبة، وهي ساحة بعيدة عن الجسر تقع بموازاة ساحتي الخلاني والتحرير، وقد أدت المطاردات التي استخدم فيها عناصر الأمن الرصاص الحيّ وقنابل الغاز والقنابل الصوتية إلى سقوط قتيلين و77 مصاباً.


وشهدت محافظة كربلاء مطاردات، ليلة أمس، في عدد من شوارع المحافظة وأزقتها، وسبّبت قنابل الغاز سقوط ما لا يقلّ عن 20 مصاباً بين المتظاهرين.

من جهته، أكد الناشط المدني همام البعيجي، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الأمن عمدت إلى استخدام القوة المفرطة لتخويف المتظاهرين ومحاولة منع الإضراب العام"، مبيناً أنها "استخدمت الرصاص الحيّ، وسُجلت اعتداءت مباشرة، ما سبّب حالات قتل وإصابات عدة". وأشار إلى أن "الاشتباكات ما زالت مستمرة بين المتظاهرين وعناصر الأمن".

وفي البصرة، أقدم متظاهرون على قطع العديد من الطرق لأجل استمرار الإضراب ومنع وصول الطلاب والموظفين، إذ قطعوا شارع بغداد الرئيس في البصرة، وقطعوا الطريق المؤدية الى موقع البرجسية النفطي غربي المحافظة، وقطعوا تقاطع العسكري – محمد القاسم، وأيضاً قُطع جسر خالد، والطريق الخارجي لأبي الخصيب، وجسر التربية، والجسر الإيطالي.


ووسط تعزيزات عسكرية في عموم المحافظة، حاول عناصر الأمن فتح الطرق، واشتبكوا مع المتظاهرين في تقاطع العسكري، وطريق البرجسية، وحاولوا رفع الإطارات المحترقة من الطرق، ما سبّب حصول اشتباكات مع المتظاهرين استعمل فيها عناصر الأمن قنابل الغاز.

وأكد شهود عيان في تلك المحافظات أن الإضراب العام تجدد فيها تلقائياً، على الرغم من البيانات التحذيرية التي أصدرتها الدوائر والجامعات والمدارس، والتي حذرت فيها الطلاب والموظفين بعقوبات في حال عدم مباشرة الدوام الرسمي.


وقال الناشط في التظاهرات بمدينة كربلاء عبد الرحيم حسين مزبان لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة صعّدت اليوم بشكل واضح من مواجهتها المتظاهرين، مع إصرارها على مواصلة الكذب ونفي القمع. 

وأضاف متهكماً: "جُمعَت أغلفة الرصاص وأفلام موثقة وسنوصلها إلى الأمم المتحدة، عسى أن تقلق مرة أخرى علينا"، مشيراً إلى أنّ من غير المنطقي القبول برواية أخطاء فردية بعد أسابيع من التظاهرات".

في الأثناء، صعّدت الحكومة من تهديداتها للمتظاهرين، حيث اتهم المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة، "عصابات تستغل التظاهرات لمحاولة إحراق وتدمير مؤسسات الدولة والموانئ والمنشآت النفطية وأملاك المواطنين". 

وأكد المتحدث في تصريح صحافي، أنه "سيجري التصدي لهذه العصابات بحزم، وبروح المسؤولية، ومنع التخريب، ومجابهة واعتقال من يقف وراءها".

ودعت وزارة الداخلية العراقية، ظهر اليوم، المتظاهرين إلى التزام التظاهر السلمي، مضيفة  في بيان أصدرته ظهر اليوم، أنه "يجب على المتظاهرين عدم المساس بالممتلكات العامة، لأن عائديتها للمواطن ووجدت لخدمته"، مؤكدة أن "الحقوق تصل أسرع عندما يُطالَب بها بانضباط"، داعية المتظاهرين إلى "الإبلاغ عن المندسّين ومثيري الشغب".

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
إضراب في نابلس شمالي الضفة حداداً على هنية 31/7/2024 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة على مقر إقامته في طهران.