طرحت التحوّلات العسكرية الأخيرة والتقدم الذي حققته المعارضة السورية في عدد من الجبهات، وعلى رأسها الغوطة الشرقية، اسم "فيلق الرحمن"، التابع للجيش السوري الحر، بوصفه أبرز الفصائل العسكرية المعارضة التي تمكنت من خلال تحركاتها الأخيرة من منح زخم ودعم كبير للهيئة العليا للمفاوضات في المحادثات الحالية المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية.
في هذا الإطار، كشف وائل علوان، المتحدث باسم فيلق الرحمن والموجود برفقة وفد الهئية العليا للمفاوضات في جنيف، لـ"العربي الجديد"، أن "الفيلق يضمّ نحو ثمانية آلاف مقاتل سوري من أبناء ريف دمشق، متقاسماً النفوذ مع جيش الإسلام على الغوطة الشرقية. ويسيطر الفيلق على عربين وسقبا وكفر بطنا وجوبر. وفيلق الرحمن هو المحرك الأكبر للجبهات مع النظام السوري في مدينة دمشق، خلال الفترة الأخيرة، بعد تمكنه من فرض الحصار على منطقة القابون والسيطرة على عدد من النقاط الحيوية، والتي تمكن من خلالها قطع طريق حمص دمشق الدولي. كذلك يساهم الفيلق أيضاً في المعارك الجارية في القلمون الشرقي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
وأضاف علوان قائلاً "نحن فيلق مكوّن من جنود مسلمين معتدلين نمارس حياتنا بعيداً عن التطرف، ولسنا إسلاميين بالمعنى الذي تطرحه السلفية الجهادية أو القاعدة أو داعش، ولكننا محافظون دمشقيون نقاتل لأجل تحقيق دولة سورية عادلة ديمقراطية لا مكان فيها للاستبداد الأسدي والمقاتلين الأجانب الذين جلبتهم إيران للدفاع عن الأسد من مختلف بقاع العالم، ونفخر بانتمائنا إلى الجيش السوري الحر كمظلة عامة".
وعن مصادر السلاح ونوعيته، نفى علوان وجود أي أنظمة عسكرية دفاعية جديدة حصل عليها الفيلق، في إشارة إلى ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" حول وجود أجهزة متطورة حصلت عليها قوات المعارضة في محيط دمشق للتشويش على اتصالات النظام.
وعن مصادر السلاح، قال "نعتمد في مصادر أسلحتنا بشكل أساسي على المصانع البدائية للأسلحة التي تمكنّا من تطويرها داخل الغوطة، إضافة إلى الغنائم التي حصلنا عليها من المعارك مع نظام الأسد، وكذلك السوق السوداء". وعن دور ووجود "جبهة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) في الغوطة الدمشقية، خفّف علوان من ثقل هذا التنظيم، مصرّاً على أن "الثقل الكبير هو لكل من فيلق الرحمن وجيش الإسلام". وأكد أن "تعداد عناصر النصرة في عموم الغوطة الشرقية لا يتجاوز 200 مقاتل، وهم معزولون اجتماعياً، ومن دون أي حاضنة شعبية".