وشارك في العرض الذي أقيم في بندر عباس 600 زورق حربي للجيش وللحرس الثوري تحركت بالقرب من مضيق هرمز، كما حلقت مقاتلات حربية جوية في سماء المكان، وحضر تلك المراسم رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، فضلا عن قادة عسكريين.
وخلال المراسم التي أقيمت في طهران، عرضت القوات المسلحة معدات وأسلحة مصنعة محليا، من قبيل دبابات من طراز ذو الفقار، ومنظومة مضادات جوية، إلى جانب منظومة صواريخ إس 300، والمنصات الخاصة بإطلاقها، ونماذج من صواريخ من طراز نور ونصر وكوثر.
وقد شارك الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مراسم طهران، لكنه غادرها مباشرة بعد إلقاء كلمته ولم ينتظر انتهاء العرض، وجاء ذلك عقب إبلاغه بالهجوم الذي وقع في الأهواز جنوب غربي البلاد، وتسبب بمقتل وإصابة العشرات.
ووجه الرئيس الإيراني رسائل واضحة للولايات المتحدة الأميركية، رافضا التفاوض معها مجددا، وأكد أن الحرب الاقتصادية والنفسية التي تمارسها واشنطن ضد بلاده ستنتهي بخسارة الطرف الأميركي.
وأضاف روحاني أن طهران لن تتخلى عن تطوير برنامجها الصاروخي وقدراتها الدفاعية، مشيرا إلى الانتقادات التي تطاول دور بلاده في الإقليم، فاعتبر أن "إيران قوة إقليمية مؤثرة، بينما لا يحق للقوات الأجنبية أن تأتي من مسافات بعيدة لتتدخل في شؤون المنطقة"، كما رأى أن "أعداء إيران غاضبون بسبب تطور صواريخها".
وذكر الرئيس الإيراني أن "الحرب العراقية الإيرانية علمت طهران كيف تعتمد على نفسها، فأصبحت تطور قدراتها العسكرية محليا"، وقال إن "الحرب اليوم تختلف عن الماضي، فهي ليست حرب إنابة، وأصبحت أميركا تواجه الإيرانيين بشكل مباشر"، منتقدا خطوة انسحابها من الاتفاق النووي، وذكر أن "واشنطن كانت تتوقع أن تخرج إيران من الاتفاق، بما يشكّل ذريعة لمحاصرتها".
وأوضح روحاني أن بلاده لا تهاجم أحدا، ولا تريد تشكيل تهديد على الجيران، مؤكدا أنها "تدافع عن أمن الإقليم وعن شعوب المنطقة"، واعتبر أن "لديها مكانتها في قلوبهم"، حسب رأيه.
ورأى كذلك أن جهود الرئيس دونالد ترامب الرامية لتشكيل جبهة مضادة لإيران "باءت بالفشل، فلا يوجد إلا نظامان مكروهان في المنطقة يدعمانه"، على حد وصفه، معتبرا أن "طهران انتصرت أمام المحافل الدولية، وستبقى ملتزمة بتعهداتها".
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، خلال العرض العسكري الذي أقيم في بندر عباس، إن إيران ستواجه أميركا في المنطقة إذا ما اعتدت عليها، مبديا جهوزية بلاده للوقوف بوجه الإملاءات الأميركية في المنطقة، وهو ما حصل في سورية والعراق، كما أكد أن "تطوير المنظومة العسكرية سيبقى مستمرا بما يحقق مصلحة وأمن البلاد".
ووجه لاريجاني خطابه للدول العربية قائلا إن "عليهم الوقوف ضد أعداء الإسلام الطامعين بثرواتهم، وهو ما يفعله ترامب، الذي يفضل الكيان الصهيوني ويدعمه".