يواصل الجيش المصري غاراته الجوية على مدن محافظة شمال سيناء، شرقي البلاد، لليوم السادس على التوالي، مع هدوء شبه تام من قبل القوات البرية المتمركزة في معسكرات ونقاط انتشار الجيش منذ أسابيع.
وأفادت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، بأن الطيران الحربي قصف، صباح اليوم الأربعاء، أهدافاً عدّة مجهولة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية نتيجة الغارات.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الغارات متواصلة منذ بدء العملية فيما يندر التحرك البري ضد تنظيم "ولاية سيناء"، رغم أن الجيش عزز تواجده العسكري بشكل غير مسبوق في معسكرات المدينتين على مدار الأسابيع الماضية.
وفي المقابل، أعلن الجيش المصري، صباح اليوم، مقتل 15 مسلحاً وتوقيف 153، بينهم أجانب، في سادس أيام عمليته الشاملة بأنحاء البلاد.
وصدر بيان عسكري سابع عن الجيش يتضمن نتائج مبدئية لخطة "المجابهة الشاملة"، التي أعلنها الجيش، الجمعة الماضي، بتكليف رئاسي، وتستهدف عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، مواجهة عناصر مسلحة في شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، دون تفاصيل عن مدة العملية.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، إن "قوات مكافحة الإرهاب واصلت تنفيذ مهامها القتالية في مناطق شمال ووسط سيناء وكافة الاتجاهات الاستراتيجية، حيث دمرت القوات الجوية 11 هدفاً تستخدم فى إيواء العناصر الإرهابية".
وأضاف الرفاعي أنه تم "القضاء على 15 عنصراً تكفيرياً خلال تبادل لإطلاق النيران، والقبض على 153 مطلوباً جنائياً ومشتبه بهم، بينهم جنسيات أجنبية (لم يحددها)".
وأشار إلى "اكتشاف وتدمير مخبأين تحت الأرض عثر بداخلهما على مواد شديدة الانفجار"، مضيفاً أنه "تم تدمير مركز إرسال (إذاعة) أعلى إحدى الهيئات الجبلية، خاصة بالاتصالات اللاسلكية للعناصر الإرهابية".
وتابع: "تمكنت القوات الأمنية من اكتشاف وتدمير فتحة نفق في المنطقة الحدودية بشمال سيناء، وتدمير 38 من الحفر وخنادق المواصلات"، لافتاً إلى "اكتشاف وتفكيك وتفجير 63 عبوة ناسفة تم زرعها على محاور التحرك المختلفة لاستهداف القوات بمناطق العمليات".
ووفق البيان، فإنه "على امتداد السواحل تقوم القوات البحرية بتفتيش كافة السفن والعائمات المشتبه بها مع قطع خطوط الإمداد والإخلاء للعناصر الإرهابية بالتزامن مع قيام الوحدات الخاصة البحرية بتنفيذ أعمال المداهمات وتفتيش البؤر الإرهابية بالمناطق الساحلية".
ومنذ انطلاق خطة المجابهة الشاملة، أصدر الجيش المصري 7 بيانات تتضمن نتائج وأهداف خطته التي تركز على تطهير البلاد من "الإرهاب"، دون التطرق لوجود خسائر في صفوف قواته المشاركة في العمليات من عدمه أو تفاصيل عن تلك العمليات.
وكانت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري قد أكدت، لـ"العربي الجديد"، مقتل ما لا يقل عن ثمانية عسكريين من قوات الجيش والشرطة وإصابة 17 آخرين على الأقل، منذ بداية العملية العسكرية.
وتأتي العملية العسكرية الأحدث قبل نحو شهر من انتخابات رئاسة البلاد، المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل.