وقال الناشط الإعلامي ياسر الخطيب لـ"العربي الجديد" إن الاجتماع الذي جرى بين الروس ووفد من أهالي وفصائل درعا، في مدينة بصرى الشام، انتهى قبل قليل من دون التوصل إلى نتائج إيجابية.
وأضاف الخطيب أن مطالب الروس تمحورت حول تسليم السلاح الثقيل والخفيف إلى الشرطة الروسية، ووقف إطلاق النار، وتسليم المعبر ومدينة درعا لقوات النظام، لكن المعارضة رفضت الشروط واختارت المضي في التصدي لهجوم النظام.
كذلك أشار إلى أن هناك بعض الشخصيات ما تزال تجري مفاوضات مع الروس بشكل فردي، وقد تدخل بتسويات خاصة بقراها وبلداتها.
شروط مذلة
من جانبه، أعلن فريق إدارة الأزمة الذي تم تشكيله في الجنوب السوري أنه رفض المفاوضات مع الروس رفضا قاطعاً، مشيراً إلى أنه اتخذ هذه الخطوة بعد التشاور مع الفاعليات والأشخاص المختصين.
وأوضح المحامي عدنان مسالمة، المنسق العام لفريق الأزمة، في بيان، أنه "لمس من خلال الشروط كذب الطرف الروسي ومحاولته كسب الوقت للانتقام من مهد الثورة وأهلها وإذلالهم".
وأضاف مسالمة "أن الطيران الروسي حاول استهداف الوفد المفاوض خلال عملية تنقله باتجاه مدينة بصرى الشام بريف درعا الغربي، ضارباً بذلك كل العهود وأعراف الشرف".
كذلك أشار إلى أن الطرف الروسي قام بتأجيل الاجتماع أكثر من مرة في مدينة بصرى الشام، في محاولة منه لكسب الوقت حتى يتم إطباق الحصار على الوفد المفاوض والإجهاز عليه.
ولفت مسالمة إلى أن الشروط التي يعرضها الطرف الروسي مُذّلة بامتياز ولا يمكن القبول بها، إذ يصر على أن يقوم القادة بتقديم جداول كاملة بأسماء كل عناصر الجيش الحر ومن حمل السلاح بذريعة التسوية.
وبيّن أنه ما يزال بعض الوفد العسكري في بصرى الشام مجتمعاً مع الوفد الروسي، كما دعا كل أبناء حوران إلى إعلان النفير العام والبدء بحرب مقاومة شعبية بدءاً من اللحظة.
وكان الجانب الروسي قد أعطى المعارضة أمس مهلة 12 ساعة من أجل القبول بدخول قوات النظام وتسليم الأسلحة والابتعاد عن معبر نصيب الحدودي.
في الأثناء، تمكّنت فصائل "الجيش الحر" من استعادة السيطرة على بلدة السهوة وأجزاء واسعة من بلدة الجيزة، بريف درعا الشرقي، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام.
وأعلنت "غرفة العمليات المركزية" عن أسر أحد العناصر وقتل وجرح آخرين، وتدمير ثلاث دبابات بعد استهدافها بصواريخ حرارية.
ارتفاع القتلى لـ 20
وبعد فشل الجولة الأولى من المفاوضات كثّفت الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا قصفها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بدرعا، ما رفع عدد القتلى إلى 20.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الطائرات الحربية استأنفت القصف على الريفين الجنوبي والشرقي لمدينة درعا في المنطقة الممتدة من نصيب بجنوب درعا إلى بصرى الشام بريف درعا الشرقي، بالتزامن مع غارات استهدفت بلدة النعيمة.
وأضافت أن عدد القتلى في صفوف المدنيين ارتفع منذ صباح اليوم إلى 20، بينهم 10 في بلدة غصم، منهم مدير مدرسة وأربعة أطفال.