وأفادت صحيفة "لو كانار أونشينيه" الأسبوعية الساخرة، في تقرير اليوم، بأنّ فيون، رئيس الوزراء الأسبق، استخدم اتصالاته لتسهيل اجتماعين للملياردير فؤاد مخزومي في عام 2015؛ أحدهما مع زعيم الكرملين، وآخر مع الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" باتريك بويانيه، مقابل تلقّيه مبلغ 50 ألف دولار أميركي (40 ألف يورو) من رجل الأعمال اللبناني.
وبحسب الصحيفة، فقد دفع مخزومي لشركة الاستشارات التي أسّسها فيون، والتي يُعتبَرُ رئيسُ الحكومة السابق المُساهِمَ الوحيد فيها، مبلغ 50 ألف دولار أميركي، نظيرَ وساطة قام بها فيون لدى صديقه بوتين، والتعهّد بلعب دور لدى أصحاب القرار السياسي في الجزائر والغابون وكوت ديفوار، وأيضاً لدى شركات فرنسية، منها "توتال".
وانتهز فيون زيارته إلى بيروت، منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2014، باعتباره نائباً برلمانياً، والتي كانت كما أشيع عنها للتعبير عن التضامن مع "مسيحيي الشرق"، المضطهدين في سورية والعراق، للقاء مخزومي، الذي أثمر عن وعود بلقاء مع بوتين في سانت بطرسبورغ في 19 يونيو/ حزيران 2015، الذي تزامَنَ مع المنتدى الاقتصادي الدولي.
واللقاء مع بوتين، وفق صورة نشرها مخرومي، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، في 22 يونيو/ حزيران 2015، جاء على هامش مؤتمر سانت بطرسبورغ الروسية لتحقيق الاستقرار والنمو.
فؤاد مخزومي - Fouad Makhzoumi Monday, 22 June 2015" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وحصل فيون نظير جهوده على مبلغ 50 ألف دولار أميركي، على دفعتين، إضافة إلى تعهّد بحصوله على نسبة تتراوح ما بين 1.5 و 2.5 في المائة، مقابل فوائد صفقات، وهو ما لم يتحقّق، كما صرّح مقرّب من الملياردير اللبناني.
وذكّرت الصحيفة الفرنسية، بأنّ فيون كان يشدّد في كل مناسبة على أنّه لم يتلق أبداً، أموالاً من روسيا، خلافاً لنيكولا ساركوزي، الذي كان يحصل على مبالغ ضخمة نظير محاضراته وتدخلاته في كثير من البلدان، لكنّه "لا يقول سوى نصف حقيقة، أو نصف كذب"، بحسب الصحيفة.
وإذا كان بوتين لم يدفع أموالاً لفيون بشكل مباشر، فقد دفع له بطرق أخرى، عبر حُضوره الشخصي في هذه الصفقات، وهذا التأثير من "قيصر روسيا الكبرى"، وفق الصحيفة، يعادل كثيراً من الأموال.
وتأتي هذه التقارير، بعد كشف صحيفة "ميديا بارت" الإلكترونية الفرنسية، أنّ فيون أقدم على إبرام عقد في العام 2015، بين شركته الاستشارية "2F Conseil"، وشركة "Future Pipe Industries"، للأنابيب الصناعية العالمية، المملوكة من قبل مخزومي، ومركزها دبي.
كما تأتي هذه التقارير، بعد الجدل الذي دار في فرنسا، جراء اكتشافات صحافية مماثلة في يناير / كانون الثاني، والتي أدت أيضاً إلى فتح تحقيق قضائي، حول مئات الآلاف من اليوروهات التي دفعها فيون لزوجته بينيلوبي وأولادهما.
ومنذ ذلك الحين، تهاوت حظوظ فيون، الذي كان يحتل المركز الأول في استطلاعات الرأي، وبات يحتل المركز الثالث، بعدما ظهرت أخبار المدفوعات.
وفتحت النيابة العامة الفرنسية، تحقيقاً بشأن إساءة استخدام أموال عامة، في أعقاب تقرير عن تقاضي بينيلوبي زوجة فيون، راتباً عن عملها مساعدة له وهو دور لم تقم به قط.
وبدأت "الفضيحة" بعدما كشفت صحيفة "لوكانار أونشينيه"، خبر تلقي زوجة فيون، خلال ثماني سنوات، 600 ألف يورو، مقابل وظيفة-شبح، كملحقة برلمانية، رغم أنها لم تضع قدميها في الخارج إلى جانب زوجها إلا أياماً معدودة.
ومن المقرّر أن تجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، في 23 إبريل/ نيسان المقبل، بينما يخوض مرشحان فقط جولة الإعادة التي ستكون في السابع من مايو/ أيار المقبل.