رئيس وفد الحوثيين المفاوض: لهذه الأسباب لم نذهب إلى جنيف

09 سبتمبر 2018
تحدث عبد السلام من عمان(عبد الرحمن عبد الله/فرانس برس)
+ الخط -

أصدر رئيس الوفد المفاوض عن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائها، في اليمن، محمد عبد السلام، اليوم الأحد، توضيحاً مطولاً، حول أسباب تعثر سفر وفد جماعته الذي كان من المقرر أن يشارك في مشاورات جنيف برعاية الأمم المتحدة، ورفض "التحالف" الذي تقوده السعودية منح تصريح لطائرة عُمانية بنقله. 

وأوضح عبد السلام، وهو المتحدث الرسمي أيضاً باسم الجماعة، في بيان، أنه "وبعد الانتهاء من ترتيبات تشكيل الوفد، وقبل أن توجه الدعوة إليه لحضور المشاورات، تم إشعار الأمم المتحدة في لقاء بمسقط بأهمية توفير طائرة عمانية لنقل الوفد تفادياً لعراقيل" ما سماه "تحالف العدوان"، وقال إن "أنصار الله" أكدت "على الأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤوليتها في هذا الشأن، وباكراً، بما يسمح للمشاورات أن تنعقد في موعدها". 

وتابع المتحدث أنه "عندما انتهينا من مختلف الترتيبات اللازمة، وأبلغنا الأمم المتحدة بجاهزية الوفد وانتظاره للانتقال إلى سلطنة عمان مع عدد من الجرحى بحكم وجود الطائرة، ومع استعداد السلطنة لتقديم التسهيلات، سواء لديها أو لنقلهم إلى دولة أخرى، نفاجأ بأن الأمم المتحدة لا تزال تسير بروتين مختلف، وأن أمامها عراقيل كبيرة من قبل الطرف الآخر، وأن هناك من يريد أن يضعنا أمام الأمر الواقع". 

وسرد رئيس الوفد الحوثي المفاوض أسباب رفض وفد جماعته الانتقال على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، وقال إنهم شرحوا للمنظمة الدولية خلاصة تجربتهم في محطات سابقة، وما وصفه بـ"استهتار النظام السعودي واعتراضه مسار طائراتها وإنزالها في مطاراته"، راوياً أنه "ذات مرة، عملت على تأخير المبعوث مارتن غريفيث نفسه لساعات عدة في مطار صنعاء، إضافةً إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على تقديم أي ضمانات للذهاب والعودة". 

وقال المتحدث باسم الحوثيين إنهم "عقب اختتام مشاورات الكويت في أغسطس/آب 2016، بقي الوفد الوطني في مسقط لأكثر من ثلاثة أشهر، ولم يعد إلا بشبه بصفقة، تمثلت بتسليم جواسيس أميركيين ألقي القبض عليهم من قبل الأمن القومي في صنعاء مقابل عودة الوفد الوطني". 

وتابع أنه "هذه المرة فَشلت الأمم المتحدة أو أُفشلت في استخراج الترخيص اللازم"، نافياً ادعاءات "التحالف" بأن الجماعة تسعى لإخراج إيرانيين ولبنانيين من "حزب الله"، وقال "في هذه الأثناء أبلغتنا الأمم المتحدة أنها وتماشياً مع المخاوف السعودية، ومن معها، سوف يتم السماح لطائرة تغادر صنعاء مباشرةً إلى جنيف". 

ولفت عبد السلام إلى أنهم أبدوا الموافقة على العرض الأخير من الأمم المتحدة "على أن نصطحب معنا مرضى وجرحى لتلقي العلاج في أوروبا نظراً لحالتهم الحرجة، كون المطار مغلقاً كلياً منذ أكثر من سنتين، ومن حق الحالات الحرجة أن تلقى اهتمامنا، خصوصاً أننا ذاهبون للحديث عن معاناة شعب، ولسنا طلاب امتيازات". وقال إن سفر الجرحى والمرضى إلى أوروبا بمعرفة الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية "يزيل، بل ينسف، ادعاءات التحالف عن حاجته لمعرفة هوية الجرحى". 

وكشف رئيس وفد الحوثيين عن تفاصيل من جهود التواصل الدبلوماسية التي سبقت إعلان فشل المشاورات وتعذر سفر الوفد، قائلاً إنه "من خلال تواصلنا مع بعض سفراء الدول الدائمة العضوية، وجوابنا على تساؤلهم لماذا لا نحضر إلى جنيف؟ كنا نقول لهم هل أنتم مستعدون أن تضمنوا سلامة الوفد وعودته؟ وهل أنتم ستقدمون طائرة رسمية من بلدكم، فكانوا يجيبون بالنفي"، وأضاف "بل إن أحدهم قال إن هذا صعب وليس سهلاً، وآخر أفاد أنه لا يمكن أن يضمنوا أي جهة أخرى، لا أمم متحدة ولا غيرها، إلا ما يتبع طيرانهم هم". 

وقال عبد السلام إنه "أمام هكذا مجتمع دولي لا يثق في تحالف ليس في حرب معه، فكيف لنا ونحن في حرب، أن نقبل على أنفسنا وعلى وفدنا الوطني أن يفرض آليةَ خروجه ويتحكمَ فيها" من وصفه بأنه "عدوٌ متغطرس لا يحتكم لأخلاق ولا لقوانين، ولا تثق به أي دولة"، وتابع أنه (أي التحالف) يمكن "أن يعمل بحق الوفد أي حماقة من إنزال طائرتهم، وتعريضهم للإذلال والمضايقات، والأمم المتحدة لا تملك أن تقول شيئاً، وإن تكلمت، فلن يسمعها أحد". 


وفي ختام بيانه، شدد المتحدث باسم الحوثيين على أن إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أولوية إنسانية قبل أي اعتبار آخر، مضيفاً أن "تقرير الخبراء يقر بعدم قانونية إغلاقه إطلاقاً، والأمم المتحدة كما المجتمع الدولي أمام اختبار تاريخي، والشعبُ اليمني لن يبقى مكتوفَ الأيدي، ولن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يظل قابعاً في معتقل كبير". كما قال إن سيطرة التحالف "على المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية، لن تمر من دون ثمن باهظ يدفعه عدو نعلم من توحشه أنه لو كان بإمكانه أن يصادر الهواء لفعل". 

الجدير بالذكر أن رئيس وفد الحوثيين كان متواجداً في العاصمة العُمانية مسقط، وجاء البيان الصادر عنه، بعد يوم من إعلان المبعوث الأممي مارتن غريفيث تعذر انعقاد مشاورات جنيف، التي جرى التحضير لها لأشهر، واتهم الوفد الحكومي و"التحالف" (السعودية والإمارات)، الحوثيين، بالمسؤولية عن فشل المشاورات، لعدم سفرهم.