حل الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والأمنية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أليخاندرو ألفارغونزاليز، ضيفاً على تونس، أول أمس الاثنين، حيث عقد مجموعة من المحادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى، في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة، والتي تشمل الدول المنخرطة في الحوار السياسي المتوسطي مع الحلف.
ويرتكز الحوار بين حلف شمال الأطلسي ودول المتوسط على مفهوم ارتباط أمن أوروبا بأمن واستقرار منطقة المتوسط، كما يعرفه خبراء الناتو، حيث يجمع على طاولة الحوار، بالإضافة إلى الدول الأعضاء في الحلف، عددا من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، من بينها تونس.
ويهدف هذا الحوار القائم بين حلف الناتو ودول المتوسط (ناتو +7)، إلى المساهمة في أمن واستقرار المنطقة ككل، ولكن المشاورات السياسية الثنائية (ناتو + 1)، التي تنعقد بشكل دوري على مستوى كبار المسؤولين في الدول الأعضاء، مع أمين عام الحلف أو مساعده، أو خبراء عسكريين يبحث القضايا الخاصة بالبلد.
وجرت العادة أن يكون اللقاء الدوري (الناتو + تونس) مطلع كل سنة، وتأخذ اللقاءات الثنائية طابعا أكثر خصوصية، وتتعلق بملفات تهم العلاقات الثنائية بين المنظمة والبلد العضو أو الحليف، وفي علاقته بجواره ومحيطه الإقليمي.
وانحصرت أبرز لقاءات ممثل الناتو مع وزيري الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي والدفاع الوطني فرحات الحرشاني، وحملت عنوان "تعزيز التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، بهدف مقاومة الإرهاب في المنطقة"، وهو العنوان الكبير الذي عزا منح واشنطن العام 2015 تونس صفة الحليف المميز خارج حلف الناتو، والذي أعلنه بصفة رسمية الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء زيارة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي للولايات المتحدة الأميركية.
وتأتي زيارة الأمين العام المساعد للناتو - غير المعلنة مسبقا - إلى تونس، في واقع إقليمي صعب يتسم باضطرابات وتحركات احتجاجية في الجزائر، وتواصل تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، فيما تصادف المبادرة السياسية الإقليمية إلى حل الأزمة الليبية بواسطة من تونس والجزائر، كما تتزامن مع مساعي الحكومة التونسية إلى إنشاء هيكل استخبارات قومي، وهو ما أعلنه رئيس الحكومة يوسف الشاهد أخيرا.
وعبر غونزاليز خلال لقائه وزير الدفاع التونسي، بحسب ما أعلنته الوزارة، عن استعداد المنظمة لدعم التعاون وتنويعه مع المؤسسة العسكرية التونسية في مجالات مختلفة، أهمها الاستخبارات والتدريبات العسكرية، بما يدعم قدرات تونس العملياتية في مكافحة آفة الإرهاب.
من جهة أخرى، أكد الحرشاني على أهمية تعزيز التعاون بين تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي، بما يستجيب للتحديات الأمنية التي تعيشها البلاد، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة من خبراء حلف شمال الأطلسي في مجالات التكوين والاستخبارات ومكافحة الإرهاب.
ولم يخل لقاء ممثل الناتو مع وزير الخارجية التونسي من الملف الإقليمي والدولي والتطورات التي تعرفها المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بمخاطر الإرهاب وضرورة تكاتف الجهود الدولية لمقاومته. كما تناول اللقاء، بحسب الخارجية التونسية، عددا من المسائل المتعلقة بالحوار القائم بين تونس والمنظمة الأطلسية والتعاون بين الجانبين، خاصة في مجال التعامل مع الأزمات.
وفي السياق، قال الخبير العسكري العميد مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه اللقاءات والمشاورات هامة لتونس، وتتيح لها التمتع بامتيازات في إطار الحليف المميز خارج حلف "الناتو" عبر الدعم الأمني والعسكري واللوجيستي والمعلوماتي والمخابراتي، في أعلى المستويات من الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك عبر تعزيز مجالات التكوين والتدريب للإطارات الأمنية والعسكرية التونسية في أميركا، بالإضافة إلى تمكين الدولة التونسية من اقتناء أسلحة ذات تقنيات متطورة جدا كانت محظورة عليها سابقا نظرا إلى أن هذه الأسلحة لا يتم اقتناؤها إلا من الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة".
ويذكر أن ممثلي حلف الناتو زاروا تونس في لقاءات مماثلة في الفترة نفسها تقريبا من السنة الماضية (كانون الثاني/يناير العام 2016)، حيث التقى حينها رئيس اللجنة العسكرية بالحلف الجنرال بيتر بافال، مع قيادات عسكرية تونسية، ووزير الدفاع فرحات حرشاني والجنرال إسماعيل فتحلي رئيس أركان جيش البر، وأمير اللواء توفيق الرحموني، المدير العام لوكالة الاستخبارات والأمن والدفاع.