وكشفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن بينيت أعلن، مساء أمس الأربعاء، عن تشكيل جهاز أطلق عليه "المنتدى المسؤول عن الحرب على مستقبل منطقة ج"، والذي سيكون مسؤولاً عن منح المستوطنين تراخيص لشراء أراض في المنطقة بشكل خاص، وربط النقاط الاستيطانية التي دشنت من دون إذن الحكومة بشبكتي الكهرباء والمياه وعدم السماح بإخلاء المستوطنين من الأراضي الفلسطينية الخاصة التي سيطروا عليها.
وأوضحت الصحيفة أن السماح للمستوطنين بشراء أراضي في مناطق "ج" بشكل خاص ودون وساطة شركات يمثل تحولاً في المكانة القانونية لهذه الأراضي، مشيرة إلى أن هذا التحول يساعد على السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المنتدى الجديد سيعمل على إضفاء شرعية على وجود 30 مزرعة ماشية يملكها المستوطنون في مناطق "ج" ودشنوها على أراض فلسطينية خاصة من دون الحصول على إذن جيش الاحتلال.
ونقلت الصحيفة عن محافل قضائية إسرائيلية قولها إن التجسيد الفعلي لبعض القرارات التي سيتخذها المنتدى الجديد يعني أن إسرائيل شرعت عملياً في ضم مناطق "ج" لإسرائيل.
وأشارت إلى أن بينيت أكد، أمس، عند إعلانه عن تشكيل المنتدى أن "مناطق (ج) تتبع إسرائيل وقد أبلغت الجهات المختصة منذ شهر أن السياسة الرسمية التي اعتمدها المستوى السياسي تتمثل في وجوب تمكين اليهود من البناء فيها".
وأضاف بينيت أن تشكيل المنتدى يمثل تحولاً استراتيجياً على السياسات الإسرائيلية تجاه مناطق "ج"، مشدداً على أنه يتوجب ضمان نجاح عمل المنتدى.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن بينيت قد أعلن، مساء أمس، عن تشكيل المنتدى إلا أن الجسم الجديد شرع في العمل منذ أسابيع عدّة وعقد اجتماعات، منوها إلى أن الهدف من تكثيف اجتماعات المنتدى يتمثل في إنجاز مشاريع لتغيير الواقع في منطقة "ج" في وقت قصير.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيتي هوركفيتش، مدير ديوان الوزير بينيت هو الذي يتولى إدارة المنتدى، مشيراً إلى أن المداولات والقرارات التي يتخذها الجسم الجديد تتم بالتشاور مع قادة المستوطنات في الضفة.
وأشارت إلى أن هوركيفتس يعقد جلسة للمنتدى بمعدل كل أسبوع، منوهة إلى أن قيادات في المؤسسة العسكرية تشارك في اجتماعات المنتدى.
ولفتت إلى أن بينيت ينوي تعيين كوبي إليرز، مساعده لشؤون الاستيطان رئيساً دائماً للمنتدى، مشيرة إلى أنه تقرر تعيين مستشارين قضائيين لمواجهة أية التماسات يقدمها الفلسطينيون من أصحاب الأراضي التي تمت السيطرة عليها من قبل المستوطنين.
ويذكر أن كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبينيت قد توعّدا بضم منطقة "غور الأردن" والمناطق المقامة عليها المستوطنات بعد الانتخابات المقبلة التي ستنظم في الثاني من مارس/آذار المقبل.
ويذكر أن قناة التلفزة الإسرائيلية (13) قد كشفت، الليلة قبل الماضية، النقاب عن أن قادة تحالف "كحول لڤَان" (أزرق أبيض) المعارض يخشون أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب معنيا بتحسين فرص نتنياهو بالفوز بالانتخابات القادمة عبر الإعلان عن الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن" قبل الانتخابات، بحيث تتضمن اعترافا أميركياً بحق إسرائيل بضم "غور الأردن" والمستوطنات.