وقال موسوي، في بيان مقتضب نشره على قناته على منصة "تليغرام"، إن ظريف سيلتقي خلال الزيارة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته وليد المعلم.
أما عن أجندة الزيارة، فذكر المتحدث الإيراني أنها ستتمحور حول "العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، وآخر المستجدات السياسية والميدانية" في سورية.
وتأتي زيارة ظريف لدمشق على ضوء تطورات ساخنة شهدتها محافظة إدلب خلال الفترة الأخيرة، مما يعني أن هذا الملف سيشكل عنواناً رئيسياً في المباحثات مع النظام السوري، لكن بما أن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني هو الجهة الإيرانية المسؤولة عن السياسة الإيرانية في سورية، وليس الخارجية الإيرانية، فالزيارة هذه قد لا تحمل كثيراً، ولا تتجاوز أبعادها زيارات دورية يقوم بها المسؤولون في الخارجية الإيرانية.
غير أن الزيارة تأتي في ظروف تفشي كورونا في المنطقة والعالم، والتي أوقفت إلى حد كبير الأنشطة الدبلوماسية، فيبقى السؤال بشأن دافع ظريف الحقيقي للقيام بهذه الزيارة في ظل هذه الأوضاع؟
وعن أهداف هذه الزيارة، يقول المحلل السياسي الإيراني حسن عابديني، للتلفزيون المحلي، إنها تأتي بهدف التباحث بشأن أوضاع إدلب، وموضوع صياغة الدستور والانتخابات السورية، مشيرا إلى أن "طهران أحد الحلفاء الأساسيين لدمشق، ودائما تتشاور الحكومة السورية معها".
ويضيف أن هذه الزيارات تعزز استراتيجية المحور الحليف لبلاده في المنطقة، مشيرا إلى أن زيارة ظريف تأتي على ضوء معطيات ميدانية جديدة في سورية، بعد استعادة السيطرة على 90 في المائة من الأراضي، و"عودة الهدوء"، معتبراً أن الوضع الجديد يتطلب المزيد من المشاورات بين طهران ودمشق.
من جهته، يرى الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان، أن زيارة ظريف لدمشق تأتي "بعد الاستقرار النسبي الذي تشهده إدلب، والمساعي الواضحة للجانب التركي والروسي في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وهو ما لا ترغب به طهران".
وبحسب علوان، فإن التحركات العسكرية من مجموعات تتبع للحرس الثوري الإيراني ومن "حزب الله" اللبناني لم تتوقف في سراقب وجنوب جبل الزاوية وجبهات سهل الغاب، حيث كانت هناك محاولات محدودة لمواجهات برية وعمليات تسلل لم تكن تحظى بالتغطية الجوية، بمعنى أن "المواجهات الواسعة التي تتمناها إيران وجزء من قوات النظام غير مسموح بها بعد التفاهم التركي- الروسي الأخير، والذي أعاد ترسيم المنطقة بالشكل المرضي لروسيا، والذي يضمن المصالح التركية".
وأضاف أن "إيران تريد أن يكون لها وجود حقيقي ومساهم في الطرق الدولية، إضافة إلى ضمان ألا يتحول الاهتمام ضمن الملف السوري إلى الحد من نفوذها، وخاصة أنه محل توافق بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وإن كانت روسيا لم تلتزم به سابقاً".
إلى ذلك، يقول الصحافي السوري أحمد رسلان، إن "الزيارة تحمل رسائل لا تحتمل التأجيل، لذلك سيزور ظريف دمشق على الرغم من تفشي فيروس كورونا في بلاده ومعظم دول المنطقة، وهذا يدل على أن طهران تشعر بتهديد كبير على مناطق نفوذها في سورية، خاصة بعد اتصال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ببشار الأسد، وما يحمله الاتصال من معان ورغبة بإخراج دمشق من الحضن الإيراني".
وأوضح أن "إيران لا ترغب بالاستقرار في المنطقة، كما أن قرب دمشق من الدول العربية يعني طرداً بعدها عن طهران، والرسائل التي يحملها ظريف قد تطالب النظام بإعادة فتح معركة إدلب، وإيصال تهديدات للأسد بشكل مباشر".
كما أشار إلى أن "المليشيات الإيرانية حشدت في وقت سابق لإعادة فتح معركة إدلب، لكن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق والتي حذر فيها النظام من القيام بأي عمل عسكري، قطعت الطريق على تلك المليشيات، ما أثار استياءها، فردّت بقصف ريف إدلب الجنوبي واستهداف مواقع للجيش الوطني بالطائرات المسيرة".
ولفت إلى أن "إيران باتت تشعر بالتهديد على وجودها في سورية، وخاصة أن كلاً من روسيا وتركيا تقومان بالاتفاق بمعزل عنها، ولم يلبِ أي منهما دعوتها الأخيرة لعقد جولة مباحثات ثلاثية يشارك فيها السوريون في طهران".
ويعزّز الفكرة السابقة ما صرّح به مدير مركز حميميم للمصالحة الذي يتبع وزارة الدفاع الروسية، أوليغ غورافليوف، أمس السبت، بأن نظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد صامد، والدوريات المشتركة بين روسيا وتركيا في أراضي شمال شرقي سورية مستمرة أيضاً، وأشار إلى أنه لم تسجّل أي حالة هجوم من الفصائل العسكرية خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يعني أن الاتفاق ماضٍ بين الطرفين.