وفي تصريحات صحافية صادرة عنه، عقب وصوله إلى نيويورك، وهي الزيارة التي تتزامن والذكرى الثانية للتوصل للاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، أضاف ظريف أنه لم يكن هناك أي خيار لحل مسألة النووي إلا الالتزام بالاتفاق، والذي ستصب نتائجه في مصلحة الجميع.
وذكر ظريف أن جميع أطراف الاتفاق لم تحصل على ما تريد بالكامل، معتبراً أنه أمر طبيعي في أي اتفاق من هذا القبيل، كذلك انتقد السياسات الأميركية، واعتبر أن واشنطن كانت الأقل التزاماً به، من خلال فرضها مزيداً من العقوبات على بلاده.
وأوضح ظريف لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أسباب زيارته لنيويورك قائلاً إنه سيشارك في اجتماع للأمم المتحدة ستحضره شخصيات سياسية، وسيلقي محاضرة حول الدور الإيراني وسياسات بلاده، مضيفاً أن الزيارة ستكون مهمة كونها توفر فرصة للحديث مع النخب الثقافية ووسائل الإعلام الغربية، مؤكداً أن برنامجه لا يشمل أي لقاءات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية.
من ناحيته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن على الولايات المتحدة أن تغيّر لحن خطابها حول إيران، منتقداً تصريحات الرئيس دونالد ترامب الصادرة في باريس، مضيفاً أن مستشاري الإدارة الأميركية ما زالوا مغيّبين عن الواقع، ولا يدركون ظروف المنطقة ولا الدور الإيراني الحقيقي، حسب رأيه.
وفي ما يتعلق بالاتفاق أيضاً، قال المفاوض النووي وسفير إيران في لندن حميد بعيدي نجاد إن إيران ليست مقيدة حين يتعلق الحديث عن الرد على العقوبات الأميركية، معتبراً أن استمرار الاتفاق النووي والحفاظ عليه يتطلبان التزاماً من قبل جميع الأطراف.
كذلك نشرت الوكالات الإيرانية بياناً لمنسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أشارت فيه إلى أن اتفاق طهران النووي تاريخي، ويرتبط بالأمن الدولي، قائلة إنه "بعد 18 شهراً من دخول الاتفاق حيز التنفيذ العملي طبقت إيران التزاماتها، وهو ما أكدت عليه التقارير الرسمية".
وأكدت ضرورة الحفاظ على ماهية الاتفاق واستمراريته، قائلة من طرفها إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بما عليه ويسعى للإبقاء على الاتفاق.
وفي بيان للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس اعتبر هذا الأخير أن اتفاق إيران النووي خير دليل على أن أكثر الملفات تعقيداً من الممكن أن تحل بطرق سياسية وعبر الحوار، داعياً كل الأطراف الدولية للعمل على مراقبته بما يضمن استمراره.
يذكر أن إيران كانت قد أعلنت توصلها للاتفاق النووي مع السداسية الدولية في يوليو/ تموز قبل عامين وعقب مفاوضات مضنية استمرت لسنوات، ليدخل حيز التنفيذ العملي مطلع 2016، وقد أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقارير عدة أثبتت التزام إيران ببنود الاتفاق، وتقييد عمل بعض منشآتها النووية، فضلاً عن إيقاف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية، وتصدير الفائض مما تمتلكه من الماء الثقيل المنتج في مفاعل آراك.
لكن الولايات المتحدة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على طهران، وإن كانت لا ترتبط ببرنامجها النووي، وإنما بتطوير عمل منظومتها الصاروخية، وجاء هذا عقب أن أعلنت إيران عن تجربة صواريخ باليستية، رأت الولايات المتحدة أنها تخرق القرار الأممي 2231، المتعلق بالاتفاق النووي أيضاً.
ورفضت طهران هذه التهم، وجاء على لسان مسؤوليها أن الاتفاق يمنع امتلاك واستخدام أي صواريخ باليستية قابلة لحمل رؤوس نووية، بينما هذا النوع من الصواريخ لا يشكل أي انتهاك، وهو ما يعني إصرارها على فصل ملف الصواريخ عن الملف النووي.