تسود محافظة كركوك (شمال العراق) حالة من الهدوء الحذر والترقب، بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية بشكل نهائي، وسط اعتراضات على فوز الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب الطالباني) في المحافظة، بينما يستعد المعترضون لتنظيم تظاهرات واعتصامات واسعة.
وقال ضابط في قيادة عمليات كركوك لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية في المحافظة انتشرت في غالبية المناطق الحساسة، وقرب مكتب مفوضية انتخابات كركوك، تحسباً لأي طارئ"، مبيناً أنّ "المحافظة حتى الآن تشهد هدوءاً حذراً وحالة من الترقب والخوف، لما قد يحصل من تظاهرات واعتصامات تندد بنتائج الانتخابات".
وأوضح أنّ "الكتل التركمانية وأيضاً العربية ترفض نتائج الانتخابات، وتعدها نتائج مزورة، لذا فإنّ من المتوقع أن تتخذ خطوات تصعيدية بعد أن أعلنت النتائج النهائية بشكل رسمي"، مشيراً إلى أنّ "القوات الأمنية لا تتعامل مع أحزاب أو جهات، بل تتعامل وفقاً للقانون، مع الجميع، وستمنع أي مظاهر خارجة عن إطار الدولة وسلطة القانون، ومن أي جهة كانت".
وتؤكد مصادر محلية، أنّ الجهات المعترضة على نتائج الانتخابات في المحافظة، تستعد لتظاهرات حاشدة في كركوك، لإلغاء نتائج الانتخابات فيها.
وقال مسؤول محلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكتل التركمانية والعربية تعد لتظاهرات واسعة في المحافظة، وقد تتطور إلى اعتصامات، رافضة لنتائج الانتخابات"، مبيناً أنّه "على الرغم من الاستعدادات الأمنية في المحافظة، لكنها لا تبدو كافية للسيطرة على الوضع الذي قد يخرج عن السيطرة".
وأعرب عن خشيته من "عودة كركوك إلى المربع الأول، من المشاكل بين مكوناتها"، داعياً الحكومة إلى "إرسال قوات خاصة، والتدخل سياسياً لحل هذه الأزمة، وفرض الأمن بالقوة في المحافظة".
ولم يسلم المعترضون بنتائج انتخابات كركوك، بعد إعلانها بشكل نهائي، مؤكدين أنّهم سيسلكون كافة الطرق لرفضها.
وقال القيادي التركماني في كركوك، هادي البياتي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نتائج الانتخابات التي أعلنت بفوز حزب "الطالباني" في كركوك، هي نتائج مرفوضة"، مبيناً أنّ "ما يؤكد تزوير هذه النتائج هو حصول هذا الحزب على أكثر الأصوات من المناطق ذات النفوذ التركماني والعربي في المحافظة".
وأوضح أنّه "لا يمكن التسليم بأنّ العرب والتركمان يتركون مرشحيهم وينتخبون مرشحين أكرادا"، مشدداً "لن نقبل بهذه النتائج وسنسلك كافة الطرق القانونية لرفضها، وسنطالب بتدخل الأمم المتحدة".
وشهدت محافظة كركوك، خلال الأسبوع الماضي، تظاهرات واحتجاجات، من قبل التركمان، رفضاً لنتائج الانتخابات الأولية، مطالبين بإجراء العد والفرز للنتائج بشكل يدوي.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت، الجمعة، فوز حزب "الطالباني" بانتخابات كركوك، وحصوله على ستة مقاعد فيها.