يعقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك إحاطته الشهرية حول سورية، اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء، لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في البلاد. وستعقد الجلستان عن بعد عبر دائرة تلفزيونية.
ويناقش المجلس الملف السياسي اليوم صباحاً بتوقيت نيويورك بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، غير بيدرسون، الذي سيطلع المجلس على آخر المستجدات حول التطورات على الساحة السياسية. أما الملف الإنساني فمن المفترض أن يناقشه المجلس مساء الثلاثاء.
وكان بيدرسون قد شدد في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن نهاية الشهر الماضي على الحاجة الماسة للالتزام بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد ككل وليس فقط في مناطق بعينها. وكان قد حذر من مخاطر عودة نشاط لمتطرفي تنظيم "داعش" ومخاطر الغارات الجوية الإسرائيلية.
وأكد المبعوث الأممي أنه يجري محادثات مكثفة مع لاعبين رئيسيين في الصراع من أجل إنهاء الحرب الدائرة والمستمرة لأكثر من تسع سنوات في محاولة لإحراز تقدم ملموس في المسار السياسي في الوقت الذي يستمر العمل على ترتيبات وقف إطلاق النار.
ويشير بيدرسون في إحاطته لمدى التزام الأطراف بوقف النار في الشمال الغربي لسورية ومدى تطبيق دعوته لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية. ومن المتوقع كذلك أن يتحدث عن الدوريات الروسية التركية المشتركة، الإحدى عشرة، والتي تم تسييرها على طريق M4. وسيؤكد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار من أجل تركيز الجهود على محاربة فيروس كورونا الجديد ومساعدة السوريين عموما.
ومن المتوقع كذلك أن يتحدث بيدرسون عن البيان الصادر مؤخراً عن المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشيليت، والتي حذرت فيه من تجاهل وضع حقوق الإنسان في سورية ومن ارتفاع حاد في عمليات القتل التي تنفذ في جميع أنحاء البلاد ضد المدنيين واصفة الوضع بالقنبلة الموقوتة.
وأشارت باشيليت إلى ازدياد عدد التقارير اليومية التي تصل إلى مكتبها حول عمليات قتل وتفجيرات في جميع أنحاء سورية، بما فيها هجمات في مناطق مأهولة بالسكان. وحذرت باشيليت من أن أطراف النزاع، بما فيها "داعش"، تنتهز فرصة انشغال العالم بانتشار وباء فيروس كورونا لتعيد ترتيب صفوفها وتستهدف المدنيين.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد وثق، خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، مقتل خمسة وثلاثين مدنياً على الأقل جراء ثلاثة وثلاثين هجوماً بالعبوات الناسفة، ستة وعشرون منها وقعت في أحياء سكنية وسبعة في أسواق تجارية.
ووقعت أغلب هذه الهجمات في الشمال والشرق السوري، أي في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وقواتها الحليفة والمناطق التي تسيطر عليها قوات كردية سورية معارضة. كما سجلت الأمم المتحدة كذلك في الثامن والعشرين من الشهر الماضي مقتل 51 شخصاً على الأقل، من بينهم 29 مدنياً، جراء انفجار صهريج وقود مفخخ في أحد أسواق مدينة عفرين، شمال غرب حلب.
وشهدت محافظة درعا، التي تقع تحت سيطرة النظام، مقتل 17 مدنياً جراء عشرات الهجمات. ونبهت المفوضية في تقريرها كذلك إلى زيادة في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن انفجار مخلفات الحرب كالألغام الأرضية والذخائر. وأشار المكتب إلى مقتل 29 شخصاً على الأقل جراء تلك الحوادث في الشهرين الأخيرين.
ومن المنتظر أن يتناول بيدرسون في إحاطته قضية إطلاق سراح المعتقلين حيث كان قد دعا إلى الإفراج عن المعتقلين في السجون السورية وعلى نطاق واسع. ونبه في هذا السياق إلى أن المخاطر التي يتعرضون لها بسبب جائحة كورونا قد تفاقمت، مؤكداً أن إطلاق سراحهم أصبح ملحاً أكثر من أي وقت مضى.
ويحيط بيدرسون المجلس حول ما إذا كان هناك أي تقدم قد أحرز في هذا السياق. كما من المفترض أن يطلع بيدرسون المجلس على آخر المستجدات حول اجتماعات اللجنة الدستورية المرتقبة بين ممثلين عن النظام والمعارضة والمجتمع المدني.
وكان بيدرسون قد أكد خلال إحاطته الأخيرة أن تلك الاجتماعات ستعقد بشكل شخصي حالما تسمح الظروف المتعلقة بانتشار وباء كورونا.