قتل أكثر من أحد عشر مدنياً، وجرح العشرات، اليوم السبت، نتيجة قصف الطيران الروسي مخيماً للنازحين في قرية السيال بريف البوكمال شرق دير الزور، وذلك عقب هجوم واسع لتنظيم "داعش" الإرهابي على مواقع النظام السوري بالقرب من ضفاف نهر الفرات.
وقالت مصادر محلية، إنّ من بين القتلى سبعة من عائلة واحدة، مشيرةً إلى إصابة العشرات بجروح خطرة جراء هذا القصف.
يأتي ذلك بعد أن شنّ تنظيم "داعش" هجوماً واسعاً، فجر اليوم، على مواقع قوات النظام في بلدة القورية بالقرب من ضفاف نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي. وتمكن التنظيم من دخول الأحياء الجنوبية والشرقية من البلدة، تزامناً مع عشرات الغارات الروسية على أطرافها، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وقالت مصادر محلية إنّ التنظيم استعاد أيضاً السيطرة على أحياء عدّة شرقي مدينة البوكمال التي خسرها، أخيراً، وذلك بعد أن فجر سيارة مفخخة ليلاً أسفرت عن سقوط قتلى بين قوات النظام، مشيرة إلى أن الاشتباكات بين الطرفين ما زالت جارية، حيث يسيطر النظام على معظم أحياء المدينة في حين ينحسر التنظيم نحو نهر الفرات.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام تابعة للتنظيم، أن سبعة عناصر لقوات النظام قتلوا قنصاً في قرية العشاير التابعة لمدينة البوكمال، كما دمر عناصر التنظيم آلية عسكرية بعد قصف مدفعي بالهاون والمدفعية لثكنات قوات النظام في القرية.
وكانت قوات النظام سيطرت على مدينة البوكمال في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويعتمد التنظيم في الآونة الأخيرة على الهجمات المباغتة، بعد خسارته زخمه العسكري، فضلاً عن سيطرة قوات النظام والمليشيات الكردية على أكبر وأبرز معاقله في شرق دير الزور.
وفي دمشق ومحيطها، شنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري غارات عدّة على الأحياء السكنية لمدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ليرتفع عدد الغارات على المدينة إلى 12 غارة حتى الآن، بينما استهدفت مدفعية قوات النظام بلدة مسرابا.
وسقط عدد من عناصر قوات النظام بين قتيل وجريح، فجر اليوم، خلال الاشتباكات في محيط مبنى إدارة المركبات في مدينة حرستا بريف دمشق، وذلك عقب هجوم واسع لقوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية على المبنى، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل.
وبحسب مصادر محلية، فإن قوات النظام استقدمت، أمس، تعزيزات عسكرية من مدينتي درعا وحمص، إلى أطراف الغوطة الشرقية وجبهة إدارة المركبات، إذ نجحت حركة "أحرار الشام"، في وقتٍ سابق، بالسيطرة على معظم مباني إدارة المركبات، فيما تحاول قوات النظام استرجاعها، مستعينة بالقصف الجوي المكثّف.
إلى ذلك، أعلن "فيلق الرحمن" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، أنه صد محاولة اقتحام جديدة لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها حي جوبر شرقي العاصمة دمشق.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية، إنّ قوات النظام والمليشيات المساندة لها تحاول عبر تسخين جبهة جوبر التخفيف من حدة المواجهات، التي تخوضها في إدارة المركبات بمدينة حرستا.
وكانت الغوطة الشرقية انضمت إلى مناطق "خفض التصعيد" المتفق عليها في محادثات أستانة بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، إلا أن النظام السوري لم يوقف قصف المدينة.
ويتضمن الاتفاق فك الحصار عن المنطقة وإدخال المواد الأساسية، ويهتم بإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق، لكنه بقي دون تنفيذ.
وفي الغوطة الغربية، ألقت طائرات النظام المروحية أكثر من ثمانية براميل متفجرة على قرية مزرعة بيت جن الواقعة غرب دمشق.