وقال مسؤول قريب من مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي كان قد وعد بخفض عدد القوات الأجنبية في البلاد، لكن لم يتخذ أي إجراء في هذا الإطار"، موضحاً أنه "لا توجد أي مباحثات لخفض القوات، كما لم يوضع أي جدول زمني لحدوث ذلك".
وأوضح المسؤول العراقي أنّ "العبادي يُدرك أهمية وجود القوات الأميركية خلال هذه الفترة في العراق، خصوصاً مع عدم القضاء نهائياً على بقايا تنظيم داعش"، معتبراً أنّ "حديثه ووعوده بتخفيض الأعداد، تأتي ضمن إطار مساعيه لكسب الشارع العراقي، خصوصاً مع وجود بعض الجهات السياسية التي تحاول تأليب الشارع ضده، وتحميله مسؤولية عدم سحب القوات الأميركية، من دون أن يراعوا أهمية الوضع الأمني الذي يتطلب وجود تلك القوات حالياً، للسيطرة على أي طارئ".
وأكد المسؤول أنّ "العبادي يقوم بمسؤوليته كقائد عام للقوات المسلحة، وعليه يقع عبء الحفاظ على ما تحقق من مكاسب أمنية، والذي تمّ بدعمٍ من القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي"، مشيراً إلى أنّ "العبادي رجل مهني، ولا يمكنه أن يغامر بالملف الأمني، ويسحب القوات الأجنبية أو يخفض عددها، بسبب الحملات والتصريحات التي يسعى أصحابها للنيل من منجزات الحكومة العراقية".
ويؤكد مسؤولون أنّ رئيس الوزراء العراقي هو المسؤول الأول عن وجود القوات الأميركية في العراق، وعليه أن ينهي هذا الملف، ويعتمد على القوات العراقية والحشد في المهام القتالية.
وفي هذا الشأن، طالب المرشح عن تيار الحكمة، مازن العوادي، عبر "العربي الجديد"، العبادي بـ"تحمل مسؤوليته، وتلبية رغبة الشعب بعدم بقاء القوات الأجنبية في البلاد"، مؤكداً أنّ "المماطلة في هذا الملف غير مقبولة، وستعرض العبادي لخسارة كبيرة في الانتخابات، في حال البقاء على تلك القوات".
وشدد العوادي على أنّ "القوات العراقية والحشد هي التي حررت البلاد من داعش، ويجب الاعتماد عليها من قبل الحكومة، وعدم الاعتماد على القوات الأجنبية، في حماية البلاد".
يشار إلى أنّ كتل "التحالف الوطني" وقيادات مليشيات "الحشد الشعبي" تشنُّ حملة إعلامية ضد العبادي، بسبب بقاء القوات الأميركية في البلاد، على الرغم من انتهاء عمليات التحرير.