"العربي الجديد" في الباقورة الأردنية: لا مظاهر للاحتلال والزوار في ازدياد

عمّان
avata
أنور الزيادات
صحافي أردني. مراسل العربي الجديد في الأردن.
14 نوفمبر 2019
358409B1-8822-44FE-93D0-CABF75244A71
+ الخط -
بدأت منطقة الباقورة الأردنية منذ أيام باستقبال القادمين إليها والمتشوقين لرؤية هذه المنطقة التي انفكت مؤخراً من قيد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أعلن العاهل الأردني عبدالله الثاني الأحد الماضي، انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر في اتفاقية السلام، وفرض السيادة الكاملة "على كل شبر منهما".

ورغم انتهاء العمل بالملحقين إلا أن الحذر الأمني في المنطقة واضح جداً، فهناك بوابة ونقطة تفتيش عسكرية يتم فيها تدقيق طلبات وسائل الإعلام والزوار، حيث تتولى حافلات عسكرية نقل الصحافيين والزوار خلال التجول في الباقورة.

وكانت الجولة بإشراف من مديرية التوجيه المعنوي التابعة للقوات المسلحة، إلا أنه لم تصدر أي تصريحات رسمية عن الوفد العسكري المرافق، وهذا يعني أن الأهم في القضية بالنسبة للجيش الأردني هو عودة الأرض للسيطرة الأردنية وفق اتفاقية السلام بين البلدين.

وخصص الجيش مكاناً لاستقبال الزوار على تلة مرتفعة يمكن منها رصد قطع الأراضي التي خصصت لغايات النفع أو التي تعود ملكيتها لإسرائيليين، وهي في الأغلب أراض كانت تزرع بمحاصيل مختلفة.

وتقع منطقة الباقورة وهي أرض احتلتها إسرائيل عام 1950، واستعادها الأردن من خلال اتفاقية السلام عام 1994، شرق نقطة التقاء نهريْ الأردن واليرموك بمحافظة إربد شمال الأردن، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 125 كلم، وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي ستة آلاف دونم، منها نحو 820 دونماً تمثل الأراضي المستعادة من الاحتلال. في أرضها الخصبة يلتقي النهران، ليتّحدا في مجرى واحد يسقي المزارع والأشجار المثمرة على ضفتيه.

وهناك عدد من المعالم البارزة في هذه المنطقة، ومنها منطقة "برج العلم" المطلة على نهر الأردن، والتي تقع على الحدود مباشرة، وتبعد أمتار عن الأرض التي تسيطر عليها دولة الاحتلال.

وفي الداخل أيضاً النقطة الحدودية المعروفة باسم "بوابة السلام"، والتي كان المزارعون الإسرائيليون يعبرون منها لزراعة وجمع المحاصيل، كما أن هناك منطقة مخصصة للزوار وكذلك هناك آثار محطة روتنبيرغ لتوليد الكهرباء.

لا مظاهر احتلال

والحديث عن إنهاء الملحقين يحمل رمزية مهمة للاستقلال وفرض كامل السيطرة على الأرض وانتهاء جميع المظاهر المتعلقة بالاحتلال، رغم أنه منذ إقرار اتفاقية السلام عام 1994، تُشرف القوات المسلحة الأردنية بالكامل على المنطقتين "الباقورة والغمر"، وكان المزارعون الإسرائيليون يدخلون إلى المنطقة من خلال النقاط العسكرية الأردنية بالتنسيق بين الجانبين الأردني والإسرائيلي وبعد الحصول على التصاريح الأمنية وموافقة القوات المسلحة الأردنية عليها.

إلا أنه بعد إعلان انتهاء الملحقين فإنه يتوجب على من لديه ملكيات خاصة طلب الدخول إلى الأراضي عبر المنافذ الحدودية وبعد الحصول على تأشيرة دخول من سفارة الأردن في تل أبيب.

وقال العميد المتقاعد حمد التيم، والذي جاء لزيارة منطقة الباقورة المحررة برفقة زوجته، لـ"العربي الجديد" إن انتهاء العمل بالملحقين "يعني انتهاء الاحتلال وعودة الحق المسلوب، ودحر الاحتلال"، مضيفاً أن الإنسان "يفرح ويكون سعيداً عندما يجد شيئاً مادياً بسيطاً مفقوداً، فكيف عندما يستعاد وطناً وتسترد أرض".
وتابع "نعم تمت استعادة الأرض قبل ربع قرن، لكن اليوم هو اكتمال الحلم، والسيطرة على كامل الأرض الأردنية.

أما زوجة العميد فاطمة القرعان فقالت لـ"العربي الجديد"، إن "اليوم فرحتنا لا توصف، ومشاعرنا لا نستطيع التعبير عنها"، مشيرة إلى أنها زارت المنطقة قبل 8 سنوات، لكن اليوم مع تمام السيادة الفرحة مختلفة.

بدوره، أكد معاذ الفروخ، وهو صاحب الاستراحة الوحيدة القريبة من المنطقة المحررة، أن عدد الزوار في تزايد، موضحاً لـ"العربي الجيد" أن المنطقة كانت تستقبل الزوار منذ سنوات، خصوصا في فصل الربيع.

وأضاف أن "هناك إجراءات أمنية بسيطة يتم اتخاذها، وتتمثل بالأساس في التدقيق بالبطاقات الشخصية".

أما المواطن الأردني عاطف الشياب فقال لـ"العربي الجديد"، إنه "في هذا اليوم يعود الابن إلى حضن أمه، وهناك بعد اقتصادي أيضا، فهذه المنطقة جزء من سلة الأردن الغذائية وهذا البعد الاقتصادي ضروري ومهم".

كما استذكر سليم أبو راس، وهو مواطن أردني زار الباقورة اليوم زيارته للباقورة قبل حولي 24 عاماً بعد توقيع الاتفاقية، مشيراً إلى أنه بعد توقيع الاتفاقية كان يلتقي في الباقورة مع الأقارب الذين يعشون في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، موضحاً أنهم كانوا يلتقون في الباقورة منذ الصباح حتى الساعة الخامسة مساء ويتناولون طعام الغداء مع أقاربهم لكن اليوم الوضع مختلف.

مكاسب اقتصادية

بدوره، قال حسام عايش، الخبير الاقتصادي، لـ"العربي الجديد" إن القيمة الاقتصادية للباقورة والغمر ليست كبيرة بالنسبة لقيمة الاقتصاد الاردني، مضيفاً "أقدر قيمتها لوحدها واستفادة الإسرائيليين منها بحوالي 10 ملايين دولار سنويا، بحكم الأرض الخصبة، والتكنولوجيا المتطورة والمياه التي لا تدفع كلفتها".

وأضاف أنه "من الضروري توظيف التكنولوجيا الزراعية في منطقتي الباقورة والغمر على غرار الوضع القائم فيهما حاليا من أجل تحقيق عائد اقتصادي"، موضحاً أن القيمة الاقتصادية عائد إضافي، ويمكن توظيف هذه التكنولوجيا في مناطق مجاورة واستعادة 8 آبار مياه في الغمر، والتقاء نهري اليرموك والأردن في الباقورة".

ولفت إلى أن هناك "إمكانية للقيام بجولات سياحية في هذه المنطقة وتربية الأسماك"، مضيفاً "لا يمكن تضخيم العائد المادي، ولكن عودة الأرض قيمة كبيرة بغض النظر عن المساحة، وعودتها تزيد الثقة بأن الأوضاع قد تكون إلى الأفضل في إطار الإصرار على إعادتها.

وبموجب الملحقين 1/ب و1/ج من اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية تم إخضاع منطقتي الباقورة والغمر لنظام خاص على أساس مؤقت كما جاء في نص الملحقين، ومدته 25 عاماً، وهنالك نصوص واضحة ومباشرة تؤكد على السيادة الأردنية على المنطقتين منذ إقرار اتفاقية السلام بين البلدين، كما أن جميع التفاصيل المرتبطة بالنظام الخاص المُطبّق على المنطقتين كان منصوصا عليها في الملحقين المذكورين.

وكان وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي قد قال في مؤتمر صحافي الاثنين الماضي، إنّ الأردن عرض شراء أراض يمتلكها الإسرائيليون في الباقورة، لكن الجانب الآخر رفض بيعها.

وأضاف أنّ "الأردن اتخذ قراراً وطنياً يخدم مصالحنا، ويعكس احترامنا لالتزاماتنا القانونية، ونفذ القرار باستخدام الحق القانوني الذي نصت عليه معاهدة السلام".

وعن استغلال الأراضي محلياً، قال الصفدي إنّ "الباقورة بها أراض ذات ملكيات خاصة والأردن سيحترم ذلك، أما الغمر فهي أراض للخزينة، وعلى المختصين دراسة الاستفادة منها وإقرار ذلك".

يشار إلى أن منطقة الباقورة تقع في أقصى شمال الأردن فيما تقع منطقة الغمر، جنوب الأردن في وادي عربة بين جنوب البحر الميت وخليج العقبة، وهي أرض مملوكة للخزينة والحكومة الأردنية بمساحة 4235 دونما، احتلتها إسرائيل خلال الفترة 1968-1970، واستعادها الأردن بموجب معاهدة السلام. ​

دلالات

ذات صلة

الصورة
مسيرة في رام الله منددة باغتيال حسن نصر الله (العربي الجديد)

سياسة

خرج المئات من الفلسطينيين والأردنيين، مساء السبت، بتظاهرتين، الأولى في رام الله والثانية في العاصمة عمّان، وذلك تنديداً باغتيال حسن نصر الله.
الصورة
تشييع جثمان الشهيد ماهر الجازي في معان، 17 9 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شارك آلاف الأردنيين في محافظة معان جنوبي الأردن، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بمراسم تشييع الشهيد ماهر الجازي منفذ عملية معبر الكرامة، في وقت سابق هذا الشهر.
الصورة
من موقع عملية إطلاق النار على معبر الكرامة / 8 سبتمبر 2024 (إكس)

سياسة

قتل ثلاثة إسرائيليين، اليوم الأحد، بعملية إطلاق نار نفذها سائق شاحنة أردني على معبر الكرامة الحدودي مع الأردن، شرقي الضفة الغربية.
الصورة
تظاهرة في عمان دعماً لغزة 9 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شارك المئات في الأردن في مسيرة انطلقت بعد صلاة المغرب، الجمعة، من أمام المسجد الحسيني بوسط العاصمة عمان، تحت شعار "اغتيالات قادة المقاومة، وقود معركة التحرير".
المساهمون