أطلق الرئيسان الأميركي والفرنسي، دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، خلال قمتهما في البيت الأبيض، ما يشبه "خريطة طريق" للتعامل مع إيران، التي يواجه اتفاقها النووي مع الدول الكبرى تهديداً بإلغائه من قبل الإدارة الأميركية الجديدة. وبحسب تعبير ماكرون، توصل الطرفان إلى "توجه جديد" تجاه طهران، يقضي بضرورة "العمل على اتفاق جديد" معها، يشمل برنامجها الصاروخي الباليستي، وتقليص دورها في المنطقة.
ووضع الرئيس الأميركي، من جهته، التصعيد في السياسة الغربية تجاه إيران، بدفع من إدارته، في إطار "الاستمرار في الضغط عليها"، متوعداً إياها بـ"دفع الثمن في حال هددتنا".
وفي الملف السوري، وبعدما كان الرئيس الفرنسي قد حذر قبيل زيارته العاصمة الأميركية من مغبة مغادرة القوات الأميركية سورية، والذي "سيخلي الساحة لإيران"، قال الرئيس الأميركي اليوم إنه لن يسحب قواته من هذا البلد، رغم "رغبته" في ذلك، لـ"عدم إتاحة الفرصة لإيران بالاستفادة من الأمر"، وهو تصريح وضعه ماكرون في خانة "الاتفاق مع ترامب على أن أزمة سورية ينبغي أن تكون ضمن إطار التعامل مع إيران".
وحول الضربة الثلاثية التي نفذتها بلاده مع بريطانيا وفرنسا ضد أهداف للنظام السوري، قال ترامب إن واشنطن ولندن وباريس وجهت ضربة إلى الأسد لردعه عن تكرار ضرباته الكيميائية".
وأعاد الرئيس الأميركي مطالبته "الدول الخليجية" بدفع حصتها من "الحرب على الإرهاب". وأضاف: "إن دولاً لن تبقى لأسبوع واحد من دون حمايتنا، وعليها دفع ثمن ذلك"، مؤكداً أن بلاده "لن تستمر بدفع المليارات والمخاطرة بجنودها من دون أن تتلقى مقابلاً لذلك".
واختتم الرئيسان الأميركي والفرنسي مباحثاتهما اليوم في البيت الأبيض، بمؤتمر صحافي مشترك، أكدا فيه العزم على "العمل على اتفاق جديد مع إيران"، ليس نووياً فقط، بل يتعدى ذلك إلى كافة أنشتطها التي تعتبرها الدول الغربية مزعزعة.
وفي هذا الإطار، دعا ترامب الى اتفاق نووي جديد مع إيران يستند إلى أسس "متينة، معتبراً أن الاتفاق النووي الذي أنجزه سلفه باراك أوباما مع طهران، والذي كان في صدارة انتقادات ترامب خلال حملته الانتخابية، "كان ينبغي أن يغطي سورية واليمن والعراق".
وحمّل الرئيس الأميركي طهران المسؤولية عن الكثير من المشاكل في الشرق الأوسط، مؤكداً أن "إدارته لن تكرر أخطاء الإدارة السابقة"، واضعاً إطار عمله ضمن "مواصلة الضغط على إيران، وإذا هددتنا ستدفع الثمن".
من جهته، قال الرئيس الفرنسي: "نريد العمل على إنهاء النشاط النووي الإيراني والنشاط البالستي وتقليص دورها في المنطقة"، معرباً عن أمله بالعمل على اتفاق جديد مع طهران.
ودافع ماكرون عن الاتفاق النووي مع إيران الذي وضعته مجموعة خمسة +1 في العام 2015، قائلاً إنه "غير كاف، لكنه يضمن وقف أنشطة إيران النووية حتى العام 2025"، مشدداً على "ضرورة الحيلولة دون أي تجربة نووية إيرانية قبل العام 2025".
وفي توضيح لما اتفق عليه خلال القمة الأميركية – الفرنسية، قال ماكرون: "نتبنى توجهاً جديداً تجاه إيران ويجب أن نصوب الأمور في كافة المسائل"، متحدثاً عن "ضرورة احتواء إيران في اليمن والعراق ولبنان".
وفي ما يتعلق بسورية، قال ماكرون: "اتفقت مع الرئيس ترامب على أن أزمة سورية ينبغي أن تكون ضمن إطار التعامل مع إيران"، متحدثاً عن "مهمة مشتركة، وهي العمل على بناء سلام شامل في سورية"، و"من خلال مجلس الأمن لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية".
كوريا الشمالية
إلى ذلك، تطرق الرئيس الأميركي إلى ملف كوريا الشمالية، الذي يعيش ناراً حامية مع اقتراب موعد القمة بين ترامب وكيم جونغ أون. وأكد أنه لم يقدم تنازلات تجاه بيونغ يانغ، متحدياً رؤساء أميركا السابقين بالقول إنه "على مدى أكثر من 20 عاماً، لم يحقق أحد ما حققته من تقدم مع كوريا الشمالية".
(العربي الجديد)