وقال المتحدث باسم "جيش أسود الشرقية"، سعد الحاج، لـ"العربي الجديد" إن مقاتلي "الجيش السوري الحر" استهدفوا بالمضادات الأرضية طائرة حربية خلال شنها غارة على منطقة أم رمم، بالقرب من أم مكحول في عمق البادية بريف دمشق الشرقي، وأصيبت الطائرة حيث شوهدت النيران تصدر منها، واختفت في جهة مطار السين غرب البادية.
ويشار إلى أنها الطائرة الثالثة التي يتم إسقاطها في البادية السورية من قبل "الجيش السوري الحر" منذ بداية الهجوم العسكري للنظام على البادية في نيسان/أبريل الماضي، ولم يصدر بيان عن قوات النظام السوري يؤكد أو ينفي سقوط الطائرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
وفي السياق نفسه، أكد الحاج، استعادة السيطرة على منطقة أم رمم في البادية السورية بريف السويداء الشمالي الشرقي، وتدمير دبابتين وتركس مجنزر، وقتل عدد من عناصر المليشيات الموالية للنظام.
وأضاف أنهم تمكنوا، بالتعاون مع فصائل أخرى، من قتل أكثر من خمسة وثلاثين عنصراً من قوات النظام والمليشيات الطائفية والأجنبيّة الموالية لها خلال صد الهجمات في البادية.
كما نفى المتحدث أي دور للتحالف الدولي في صد هجمات النظام السوري والمليشيات عن مواقعهم في البادية، مؤكدا أن التحالف يقوم بإبعاد النظام فقط عن قاعدته بالقرب من معبر التنف، وترك له حرية التحرك في مناطق البادية الأخرى.
وفي الشّأن ذاته، ذكرت مصادر موالية للنظام السوري أنّ الأخير بدأ عملية عسكرية واسعة في البادية السورية، انطلاقاً من مواقعه في القلمون الشرقي وريف السويداء، بدعم روسي كبير، وأطلق عليها اسم "عمليات الفجر الكبرى"، وتهدف إلى السيطرة على المناطق الواقعة بين محاور مطار السين في ريف حمص الجنوبي، ومنطقة ظاظا في ريف حمص الشرقي، ومنطقة مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء الشمالي.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن النظام السوري يشن حملته العسكرية بأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من مليشيات "لواء فاطميون" الأفغانية، و"حزب الله" اللبناني، و"حركة النجباء" العراقية، ومليشيات محليّة، مدعومة بعشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند، فضلا عن الطيران الروسي.
وفي درعا، خرقت قوات النظام السوري اتفاق وقف إطلاق النار، حيث استهدفت مدينة درعا بأسطوانة متفجرة خلال الليلة الماضية، في حين تحدث تجمع "أحرار حوران" الإعلامي عن مقتل مدني، جراء اشتباك بين المعارضة وقوات النظام في محيط بلدة العجمي بريف درعا.
وفي شمال سورية، قتل مدنيان وأصيب آخرون بقصف مدفعي من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على مدينة الرقة، في حين تواصلت المعارك بين المليشيات وتنظيم "داعش" في جبهات عدة بالمدينة، دون تغيّر في مناطق السيطرة.
وذكرت مصادر محلية أن تنظيم "داعش" تمكن من اعتقال قيادي من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، في منطقة المسلخ خلال عملية تسلل إلى مرابط قناصة المليشيا في المنطقة.
وقام تنظيم "داعش" بهجوم معاكس في بلدة العكيرشي بريف الرقة الجنوبي، عبر سيارة مفخخة، تلته عملية اقتحام أسفرت عن وقوع خسائر في صفوف الطرفين.
وفي غضون ذلك، اعتقلت مليشيا "وحدات حماية الشعب" خمسة عشر شاباً من قرية الكالطة، في ريف الرقة الشمالي، واعتدت بالضرب على رجل مسن، وفق ما أفادت مصادر محلية.
وبدأت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في السادس من يونيو/ حزيران الماضي بعملية اقتحام مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي، بعد شهور من عملية عزل الرقة عن محيطها، وتمكنت من إطباق الحصار على كامل المدينة، والسيطرة على أحياء في داخلها، بينما يبدي تنظيم "داعش" مقاومة شديدة.
وفي حلب، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأن مدنياً قُتل جراء سقوط قذيفة مجهولة المصدر على حي حلب الجديدة جنوب المدينة، مساء أمس الإثنين، في حين ذكر مركز حلب الإعلامي أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح، عقب سقوط قذائف على الحي المذكور.
وفي حمص وسط البلاد، دارت منتصف الليلة الماضية معارك بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام، على جبهة قرية غرناطة في ريف حمص الشمالي، وسط قصف مدفعي استهدف القرية، بحسب ما ذكر "مركز حمص الإعلامي".
النظام يصعد بالغوطة الشرقية وحماة
إلى ذلك، صعدت قوات النظام السوري، الثلاثاء، هجومها ضد المعارضة السورية المسلحة على محور عين ترما في ريف دمشق الشرقي، كما تمكنت من السيطرة على عدة قرى في محاور بريف حماة الشرقي بعد معارك مع تنظيم "داعش".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن معارك عنيفة اندلعت بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية، على محور وادي عين ترما في أطراف الغوطة الشرقية المتاخمة لحي جوبر شرق مدينة دمشق، حيث شنت قوات النظام هجوما بعد تمهيد مدفعي كثيف.
وسيطرت قوات النظام، خلال الساعات الماضية، على عدة أبنية في أطراف وادي عين ترما بفعل القصف الجوي والمدفعي، في حين استهدفت منذ صباح اليوم مدينة عين ترما بعشر غارات جوية، أسفرت عن دمار كبير، وفق ما أفاد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.
ويشن النظام السوري منذ عشرين يوماً هجمات متكررة في محور عين ترما، بهدف عزل حي جوبر، آخر حي للمعارضة في شرق دمشق، عن ريف دمشق الشرقي، وقصف مواقع للمعارضة، وفق مصادر محلية بقذائف تحوي مواد سامة يعتقد أنها غاز الكلور خلال الهجمات ثلاث مرّات.
إلى ذلك، تمكنت مليشيات "مجموعات الطرماح" التابعة للنظام السوري من السيطرة على قرى أبو خميس وقرية أبو كبرى وقرية الوسيطة في الحدود الإدارية الواصلة بين ريف حماة الشمالي الشرقي وريف الرقة الجنوبي الغربي، وذلك بعد معارك مع تنظيم "داعش".
وجاءت تلك السيطرة بالتوازي مع معارك عنيفة بين قوات النظام و"داعش" على جبهة خط البترول شرق ناحية السلمية وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، بينما شن الطيران الروسي غارات عشوائية بقنابل عنقودية في محيط قرى أبو حنايا وقليب الثور وعكش وسوحا وصلبا ومسعود وأبو رمال في ناحية عقيربات.
من جانبه، أعلن تنظيم "داعش" عبر "وكالة أعماق" التابعة له عن إعطاب دبابتين لقوات النظام بصواريخ موجهة خلال مواجهات في محور ريف سلمية الشرقي.
ويسعى النظام السوري إلى استغلال الهدوء في جبهات درعا والقنيطرة من أجل تحقيق تقدم في ريف حماة الشرقي وريف حمص على عدة محاور، في المناطق المعروفة بكثرة الآبار النفطية، وذلك بالتزامن مع الخسائر المتوالية التي مني بها تنظيم "داعش" في الرقة والبادية السورية.
وفي هذا الشأن، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها سيطرت على كامل حقل الهيل النفطي شمال شرق مدينة تدمر.
وواصلت قوات النظام اليوم محاولة التقدم في محور طريق السخنة شمال مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وهو باب الوصول إلى محافظة دير الزور، بالتزامن مع محاولة السيطرة على المناطق الممتدة بين ناحية جباب حمد وحقل الهيل النفطي، حيث تدور معارك كرّ وفرّ مع تنظيم "داعش".