وتناقش الندوة خلال 7 جلسات، على مدى يومين، 26 حالة تحوّل من منظمات مسلحة إلى أحزاب سياسية أو حركات اجتماعية سلمية. ويتحدّث رئيس برنامج الدراسات الأمنية النقدية في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، ومنسق الندوة، عمر عاشور، في الجلسة الافتتاحية عن "كيف تتحوّل الجماعات المسلحة إلى النشاط السياسي واللاعنفي؟ ولماذا؟"، ويشمل ذلك أهم ما وصلت إليه الدراسات في ما يتعلّق بكيفية حدوث هذه التحولات وأسبابها، وشروط البدء والاستمرارية، والمسارات المختلفة لعمليات التحوّل.
أمّا المفاوض الحكومي الأول لتنظيم "القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) – FARC"، فرانك بيرل، فيتحدّث عن تجربته الشخصية في الحوار والتفاوض مع التنظيمات الثورية المسلحة في كولومبيا، وكيفية تحوّلها من السلاح إلى السلام، وتحديات بدء عملية التحول نحو النشاط السياسي السلمي واستمراريتها.
وتعقد الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان "الشرق الأوسط"، يتناول فيها المتحدّث الأوّل من الباحثين الثلاثة المشاركين في الجلسة، أستاذ العلوم السياسية المشارك في برنامـج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، خليل عناني، "تحولات جماعة الإخوان المسلمين في مصر: جدل العلاقة بين القمع والعنف والمراجعات". أمّا الباحث في "المركز العربي"، حيدر سعيد، فيقدّم ورقة بعنوان "جيش المهدي" (العراقي) في سياق ظاهرة ما بعد الحزب. ويعرض الباحث في "المركز العربي"، حمزة المصطفى، دراسة مقارنة بين فصائل "أحرار الشام"، و"جيش الإسلام"، و"فيلق الشام"، في تقييم لتحولات الحركات الإسلامية السورية من السلاح إلى المفاوضات.
وتحت عنوان "أوروبا"، تعقد الجلسة النقاشية الثانية، ويتناول المحاضر في الأمن الدولي بجامعة "ليدز" البريطانية، غوردون كلوب، "كيف انتقل الجيش الجمهوري الإيرلندي من السلاح إلى السلام، انسحاب أم هزيمة؟". أمّا الباحث نيك هاتشين، والحائز على دكتوراه من كلية اللغات والثقافات والمجتمعات في جامعة "ليدز" عام 2015، فيقدّم ورقة حول "التحولات بعد الهزائم؟ منظمة إيتا (أرض الباسك والحرية) في إسبانيا نموذجاً"، فيما يقدّم مدير الدراسـات الأمنية في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في أنقرة، مراد يشلتاش، بحثاً بعنوان "عندما لا تكون السياسة كافية: يكفي فهم فشل انتقال حزب العمال الكردستاني من النشاط المسلّح إلى النشاط السياسي غير المسلح".
وتلقي الجلسة الختامية لليوم الأول (السبت) الضوء على حالات من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، ويقدّم أستاذ التاريخ في جامعة "الجمهورية" في مونتفيديو بالأوروغـواي، ألدو مارشيسي، بحثاً بعنوان "تحوّلات بعد الهزائم: حالات حركة التوباماروز في الأوروغواي واليسار المسلّح في تشيلي والأرجنتين"، فيما تتناول الكاتبة والصحافية الكولومبية، ماريا جيمينا دوزان، في ورقتها إعادة الدمج السياسي للمقاتلين المسرّحين في كولومبيا. ويتناول نائب مدير "مركز الأبحاث للسياسات الدولية والاستراتيجية في هافانا"، سنتياغو برييز "حالة كوبا: من الحركة الثورية إلى الدولة الثورية"، في حين يقدّم الأستاذ في جامعة أميركا الوسطى، روبرتو كاخينا، ورقة حول "روح التغير في جيش نيكاراغوا: 3 مراحل و3 هويات مختلفة".
إلى ذلك، تعقد الندوة غداً الأحد ثلاث جلسات نقاشية، تحمل الأولى عنوان "أفريقيا" ويتحدّث فيها المحاضر في جامعة "بريتوريا" بجنوب أفريقيا، ثولا سمبسون، حول "دعاية الكفاح المسلّح وحرب الشعب... طريق المؤتمر الوطني الأفريقي إلى السلطة 1984-1994". وتتحدّث أستاذة العلوم السياسية في مونتريال بكندا، ماري جويل زهار، عن "مهنة العمل المسلح: استجلاء أسباب فشل الانتقال إلى النشاط السياسي غير المسلح في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى"، بدوره، يقدّم الأستاذ في جامعة أديس أبابا، ميهري تادل مارو، ورقة عن "الانتقال في إثيوبيا: من الكفاح المسلح إلى سياسة الائتلاف".
وفي الجلسة الثانية من اليوم الثاني، يقدّم ثلاثة باحثين شهادات حول "التحوّلات في العالم العربي". ويسلّط السياسي والحقوقي المصري، أسامة رشدي، الضوء على موضوع "الجماعة الإسلامية المصرية: من المواجهة المسلحة إلى العمل السياسي السلمي"، في حين يقدّم السياسي الليبي، أنيس الشريف، شهادة تتناول تحوّلات "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة". أمّا المستشار السابق لمبعوث الأمم المتحدة لأفغانستان، عبد الله أنس، فيتناول تحوّلات "الجيش الإسلامي للإنقاذ" والتنظيمات المسلحة الحليفة له في الجزائر. بدوره، يقدّم المشرف على "مجالس الصحوة"، مستشار تسليح العشائر في العراق، ثامر التميمي، شهادة عن حالات مجالس الصحوات.
وفي جلسة النقاش الختامية للندوة، يتحدّث وزير الاستخبارات السابق لجنوب أفريقيا، روني كاسريلز، عن الجناح المسلّح لـ"المؤتمر القومي الأفريقي" والتحوّل نحو النشاط السياسي الدستوري السلمي، فيما يسلّط الكاتب والباحث الفلسطيني معين الطاهر، الضوء على "الحالة الفلسطينية بين ارتباك البنادق وتعثّر السلام". أمّا السياسي الليبي، عبد الحكيم بلحاج، فيقدّم شهادة وتأمّلات حول تجربته الخاصة في التحوّل من قائد تنظيم مسلّح إلى رئيس حزب سياسي ينافس في الانتخابات، كما يتحدّث عن تحديات الحفاظ على الانتقال من العمل المسلّح إلى النشاط السلمي.