واقتحم الآلاف من أتباع التيار الصدري، المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان العراقي، بعد عبورهم الحواجز وجميع مداخل المنطقة، احتجاجاً على عدم تحقيق الإصلاحات الشاملة، بعد دقائق على خطاب لزعيم التيار مقتدى الصدر، التي أعلن فيها الاعتكاف لمدة شهرين ومقاطعة العملية السياسية وخير الشعب بين المحاصصة وإسقاط الحكومة، فيما لم تتدخل القوات الأمنية لمنع المتظاهرين الغاضبين لمنع الاقتحام.
وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع "فيديو"، توضح اقتحام المتظاهرين من أنصار الصدر المنطقة الخضراء، ومجلس النواب العراقي.
وانتشر في شوارع وأحياء بغداد، لا سيما القريبة من المنطقة الخضراء، ومقار الوزارات والمصارف، وجود أمني كثيف، خوفاً من عمليات اقتحام أو القيام بعمليات سطو. من جهتها أعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان مقتضب تابعه "العربي الجديد"، إنه تم "غلق منافذ العاصمة بغداد بالكامل والسماح بالخروج فقط".
ورأى سكان من العاصمة بغداد، في أحاديث لـ"العربي الجديد" أن الهروب من العاصمة أكثر أمناً لهم، معربين عن قلقهم من حصول مواجهات عسكرية أو أعمال تخريب واعتداءات.
وأكدت مصادر أمنية في البوابات الرئيسية لمدينة بغداد أن هروباً كبيراً للعوائل مما يدور في بغداد بالاتجاه نحو مناطق شمال ووسط وجنوب بغداد.
وقال النقيب فاضل العباسي، من شرطة بغداد، لـ"العربي الجديد" إن "الكثير من العوائل وثقتها دورياتنا وبوابات بغداد الشمالية والجنوبية، وهم يخرجون مستقلين سياراتهم الشخصية". وأضاف "أمر متوقع أن يهرب بعضهم خوفاً على حياتهم، فاقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء بتلك السهولة يجعل الناس تفكر بأسوأ الاحتمالات".
خالد الشمري فضل مغادرة بغداد التي يسكنها متجهاً وعائلته نحو مدينة الكوت، جنوب العراق، وقال: "لا أمان في بغداد، الناس غاضبون وقد يتطور الأمر إلى اشتباكات وأعمال مسلحة. الأفضل أن أحمي عائلتي والذهاب إلى مكان آمن".
وأشار إلى أنه يفضل الذهاب إلى محافظة الكوت بسبب "سكن أقاربه فيها وهي مدينة آمنة، سنعود في حال رجع الوضع آمناً".
من جهته، اتخذ فراس السيد وعائلته مدينة كركوك شمال العراق، وجهة لهم، قائلاً إن "كل شيء متوقع، ربما يتحول الوضع إلى حرب شوارع، وقد تحصل عمليات سطو وسرقات وقتل في سبيل ذلك، الوضع مخيف جداً".