يعقد البرلمان العراقي جلسة الفرصة الأخيرة لانتخاب رئيس جديد للبلاد في الواحدة ظهر اليوم الثلاثاء، وذلك بعد فشل جلسة ليلة أمس الاثنين بسبب خلل بنصابها، بعد انسحاب كتل سياسية كردية وشيعية، في تنسيق مسبق على ما يبدو، لإفشال تمرير استحقاق تسمية الرئيس الجديد بسبب اتساع حدة الخلافات بين القوى الكردية والمساعي الجارية لتحقيق توافق بينهم على المنصب التشريفي في البلاد.
ووفقا لمسؤول في الدائرة القانونية بالبرلمان العراقي فإن الجلسة المقررة الساعة الواحدة من ظهر اليوم هي الفرصة الأخيرة للكتل السياسية قبل الدخول في فراغ دستوري حقيقي بسبب تجاوز المدة الدستورية الواجب فيها اختيار رئيس جديد للبلاد.
وبحسب المسؤول ذاته فإن الجلسة من الممكن أن تستمر طوال نهار اليوم لكن بحلول الساعة 12 ليلا تكون المهلة الدستورية قد انتهت.
وأكد أنه "حتى الآن لم تتضح معالم توافق كردي واضح بشأن منصب رئيس الجمهورية، إذ إنّ الخلافات مازالت مستمرة بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني)، وأنّ كلا منهما متمسك بالمنصب"، مبينا أنّه "مع صباح اليوم بدأت شخصيات سياسية من بينها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، بوساطات للتقريب بين الطرفين".
وأكد أنّ "موضوع الحسم لا مجال له، ولا يمكن أن تمر جلسة اليوم من دون انتخاب الرئيس"، مبينا أنّ "هناك مقايضات وامتيازات طرحها الوسطاء على الحزبين مقابل التنازل عن منصب رئيس الجمهورية، ومنها مناصب مهمة في الحكومة المركزية وأخرى في إقليم كردستان".
وأشار إلى أنّ "الأجواء ما زالت ضبابية بين الطرفين، وأنّ التوافق بين الحزبين يبدو صعبا".
وحتى الآن لم يقدّم أي من الحزبين الكرديين تنازلا للآخر، وكل منهما يرى أنّ المنصب من حقه دون غيره ويأمل بالحصول عليه، وقال النائب عن حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني"، محمد فارس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مرشح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين هو الأقرب للحصول على المنصب، وفقا للمعطيات والتوافقات مع أغلب الكتل السياسية في بغداد".
وأشار إلى أنّ "جلسة اليوم الثلاثاء، هي بمثابة الفرصة الأخيرة أمامنا لحسم انتخاب رئيس الجمهورية، فلا مجال لعدم الحسم وفقا لنص الدستور العراقي"، معبرا عن رغبته، بأن "يتم التوصل لاتفاق بين الحزبين الكرديين الرئيسين لحسم المنصب، والتوافق على اختيار مرشح واحد، قبل أن ندخل الجلسة"، مؤكداً أن "هناك حوارات ونقاشات مهمة تجري اليوم للتوافق على أحد المرشحين".
مقابل ذلك، تؤكد كتل سياسية دعمها للتصويت على مرشح "الاتحاد الوطني الكردستاني"، برهم صالح، وقال النائب عن تحالف الإصلاح والإعمار، علي البديري، في تصريح صحافي، إنّ "جلسة اليوم ستشهد التصويت على اختيار برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية".
وأكد، أنّ "هناك توافقا بشأن اختيار صالح، في حال عدم حصول مفاجئات".
ووفقا لنص الدستور، فإنّ المهلة الدستورية لاختيار منصب رئيس الجمهورية تنتهي بنهاية هذا اليوم، ما يعني عدم إمكانية تأجيل الجلسة أو محاولة التلاعب، لأنّ ذلك يتسبب بتعارض خطير مع نص الدستور.