مع اقتراب موعد الإعلان عن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتعلق بتمديد العمل بالاتفاق النووي، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إنّ طهران مستعدة لردود متوقعة وغير متوقعة في حال قررت واشنطن الانسحاب من الاتفاق، لافتاً إلى أن "بلاده فكرت بكل الخيارات، وجهزت سيناريوهاتها خلال الأشهر الماضية".
وخلال اجتماع حكومي، أوضح روحاني، اليوم السبت، أنّ "هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تلقت الأوامر المتعلقة بالخيارات المطروحة، ومسؤولوها جاهزون لردود يتوقعها الآخرون، ولأخرى لا يحسبون حسابها".
واعتبر روحاني أن الولايات المتحدة الأميركية تتآمر على بلاده. وأضاف أنّ "الحكومة أحبطت هذه المحاولات، وآخرها كان ما يتعلق بارتفاع سعر الدولار أمام الريال الإيراني بغية إيجاد مشكلات اقتصادية"، ورأى أنه "تم ضبط ذلك، فأميركا تنوي أن تحدث تخبطاً في السوق الإيرانية بما يبعث على تساؤل الإيرانيين عن جدوى الاتفاق".
وقال روحاني "في حال وجود الولايات المتحدة أو عدمه، وفي حال استمرار الاتفاق أو انتهائه، فإن إيران ستتابع الطريق الذي بدأته"، مضيفاً أن "الجهات الأميركية المختلفة نفسها لا تعرف ما القرار الذي سيتخذه ترامب، والشعب الأميركي يعاني من وجود هذا الرجل، ولا يتوقع كيف يتخذ قراراته ولا مواقفه ولا ما يخطر في باله".
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الموجود في نيويورك، خلال لقاء مع قناة "سي بي إس" الأميركية، إنّه في "حال إلغاء الاتفاق النووي فستتابع إيران أنشطتها في هذا المجال وبوتيرة أسرع من السابق".
وأكّد ظريف أيضاً أن "لدى إيران العديد من الخيارات على الطاولة، وواحد منها هو إعادة تفعيل البرنامج النووي كما كان سابقاً، لكنها ستعلن عن الإجراءات في الوقت المناسب، وعلى المجتمع الدولي أن يعلم أنه من الطبيعي ألا تستمر إيران بالعمل بالاتفاق وحدها، فهو ليس اتفاقاً من طرف واحد".
وأشار ظريف إلى تصريحات صادرة عن مرشح ترامب للخارجية الأميركية مايك بومبيو، والذي اعترف بأن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وهو ما يعني أنه لا مبرر للعقوبات المفروضة على طهران بذرائع واهية، بحسب وصف ظريف.
من جهة ثانية، نقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله إن "الأطراف التي تواجه إيران ستُذهل من ردة فعلها، ونأمل ألا تحلّ هذه اللحظة".
وأكّد صالحي أنّ "الهيئة الذرية مستعدة بالفعل للخيارات المختلفة من الناحية التقنية والفنية". وقال إنّه "يأمل أن تتعقل الأطراف المعنية بالاتفاق"، لافتاً إلى أنّ "الحديث عن العودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة ليس أمراً مستبعداً أو بعيد المنال، والتهديد بهذا الخيار ليس مجرد شعارات".
كما قال مساعد وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد النووي المفاوض، عباس عراقجي، إن الاتفاق مهدد بسبب سياسات ترامب.
ونقلت وكالة "مهر" عن عراقجي، تأكيده أنّ "الاتفاق مهم للغاية، ويضمن التعاون وتطوير العلاقات بين إيران وأطراف أوروبية، ومنها النرويج".
وذكر أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في تقارير عدّة صادرة عنها التزام طهران بالاتفاق النووي، لكن أميركا انتهكت الاتفاق عدة مرات، وهو ما يهدد استمراره.
وقال إنه "من غير المعقول أن يتصور الآخرون أن تستمر إيران بالاتفاق وفق أي ظروف قادمة" معتبراً أن إنهاء العمل به سينعكس سلباً على الجميع ويعقد ظروف المنطقة.