قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، اليوم الجمعة، إن قرار الاتحاد الأوروبي منح بريطانيا فترة أطول للخروج من التكتل، يظهر أن الزعماء الأوروبيين قادرون على إيجاد حلّ مشترك.
ورأى ألتماير، في حديثٍ لإذاعة "دويتشلاند فونك" العامة، أنه "في النهاية، وقفنا معاً عندما تعلق الأمر بالتمديد حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، وتعاونّا مع الحكومة البريطانية جيداً".
وأعرب الوزير الألماني عن تفاؤله بإمكانية تفادي سيناريو الخروج دون اتفاق في المستقبل، قائلاً إنه ليس هناك من يعلم مدى استعداد لندن لخروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي، لكن إجراء مناقشات حزبية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وحزب "العمال" للمرة الأولى مؤشر إيجابي.
وقررت القمة الأوروبية الطارئة، أول من أمس الأربعاء، تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو ما وافقت عليه رئيسة الوزراء البريطانية، رغم تنبيهها إلى إمكانية مغادرة الاتحاد في 22 مايو/أيار المقبل.
لكن بيان القمة شدد على أنه "إذا ظلت بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من 22 إلى 26 مايو/أيار المقبل، وإذا لم تتم المصادقة على اتفاق الانفصال حتى 22 من الشهر ذاته، فإنها ستكون مضطرة لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي بموجب قوانين الاتحاد".
ونبّه البيان إلى أنه "إذا لم تفِ بريطانيا بهذا الالتزام، فسيصبح اتفاق بريكست سارياً في الأول من يونيو/حزيران".
وفي عددها الصادر اليوم، الجمعة، ذكرت صحيفة "ذا غادريان" البريطانية أن الحكومة أوقفت عمل ستة آلاف موظف حكومي كانت قد طلبت منهم التحضير لعملية طوارئ في حال الخروج من دون اتفاق، بميزانية قدرها 1.5 مليار جنيه إسترليني، على أن يعودوا لمزاولة أعمالهم الأساسية. ولم يتضح، بحسب الصحيفة، مصير 4500 موظف تمّ تعيينهم حديثاً لهذه الغاية، علماً أن "بريكست" تطلّب تجنيد 16 ألف موظف كعدد إجمالي. وكان اجتماع لحكومة ماي قد علّق، أمس الخميس، العمل على "بريكست" من دون اتفاق، بعد نتائج القمة الأوروبية وما خرجت به من قرار بالتمديد.
واعتبرت صحيفة "ذا إندبندنت" أن قرار التجميد سوف يغضب متشددي "بريكست" داخل حزب المحافظين والحكومة.
Twitter Post
|
وفي الإطار، يشهد اليوم، الجمعة، إطلاق "حزب بريكست" برنامجه السياسي للانتخابات، بعدما كان قد تمّ الإعلان عن تأسيسه في فبراير/شباط الماضي.
ويحظى هذا الحزب بدعم النائب الأوروبي نايجل فاراج، المعروف بموقفه الداعم بشدة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، كما كان أبرز الناشطين خلال الاستفتاء حول "بريكست" عام 2016.
وسيكون بإمكان "حزب بريكست" المشاركة في الانتخابات في المملكة المتحدة، خصوصاً انتخابات البرلمان الأوروبي في 22 مايو/ أيار المقبل، في حال لم تغادر بريطانيا الاتحاد قبل ذلك الموعد.
Twitter Post
|
وتوعد فاراج، أمس، بإعلان الحرب على المنظومة السياسية الحاكمة في بريطانيا، والتي قال إنها "خانت الشعب"، معتبراً أن المعركة اليوم "هي بين الشعب والسياسيين".
وفي مقال له في صحيفة "تليغراف"، كتب فاراج أن أي متشدد لبريكست لم يكن يرغب في خوض الانتخابات الأوروبية هذا العام، ولكن "من الكارثة قد يخرج الأمل"، معتبراً أن هذه الانتخابات "قد تسمح لنا بإحداث تغيير أكبر في منظومتنا السياسية".
(رويترز، العربي الجديد)