وثيقة أميركية تثبت مقتل مدنيين بضربات "الدرونز"

07 اغسطس 2016
أدت ضربات "الدرونز" إلى مقتل مدنيين (محمد إقبال/ الأناضول)
+ الخط -

نشرت الولايات المتحدة وثيقة، كانت سرية، تسمى "الدليل" وتكشف كيف يختار المسؤولون الأميركيون أهدافَ ضرباتِ الطائرات من دون طيار، والتي تُعرف بـ"الدرونز"، خارج مناطق الحرب ودور الرئيس في ذلك، لا سيما بعد انتقادات وجهت للإدارة بسبب مقتل مدنيين جراء الضربات.

ونشر "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية"، أمس السبت، وثيقة تسلمها يوم الجمعة من محامي وزارة العدل وتحمل عنوان "تعليمات للسياسة الرئاسية". وتتضمن الوثيقة، التي تقع في 18 صفحة، تفاصيل أكبر من تلك التي كشفتها الحكومة عن إجراءات الموافقة على ضربات الطائرات من دون طيار.

وتنص الوثيقة على أنّ "أية إجراءات، بما فيها إجراءات قاتلة ضد أهداف إرهابية محددة، يجب أن تكون انتقائية ودقيقة قدر الإمكان منطقياً". وتشير إلى أنه "في غياب ظروف استثنائية، يمكن توجيه ضربة بطائرة من دون طيار في حال وجود شبه تأكيد من أنها لن تؤدي إلى مقتل أي مدني".

كما تؤكد الوثيقة، التي شطبت مقاطع منها، أنّ "على الولايات المتحدة احترام سيادة الدول الأخرى عند اتخاذها قراراً بشن مثل هذه الضربات".

ويفترض أن يوافق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، "شخصياً"، على اقتراحات شن ضربات ضد أشخاص يشتبه في تورطهم في الإرهاب يتمركزون خارج مناطق الحرب، التي تشارك فيها الولايات المتحدة رسمياً، مثل باكستان وليبيا والصومال واليمن، في حين أنّ القوات المسلحة هي من يشرف على الضربات التي توجه في مناطق عمليات مثل العراق وسورية وأفغانستان.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي، نيد برايس، بحسب ما نقلت "فرانس برس"، إنّ "الدليل يتضمن حماية للمدنيين أكبر مما ينص عليه قانون الحرب"، مضيفاً أنّ "شبه التأكد من وجود الهدف وعدم سقوط أشخاص غير مقاتلين في الضربة هو أعلى معيار يمكننا تحديده".


في المقابل، قال مساعد المدير القانوني لـ "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية"، جميل جعفر، إنّ "الدليل يقدّم معلومات حاسمة حول السياسات التي أدت إلى موت آلاف الأشخاص بمن فيهم مئات من غير المقاتلين، وحول البيروقراطية التي أقامتها إدراة أوباما للإشراف على هذه السياسات وتطبيقها".

وكانت إدارة أوباما قد نشرت في تموز/ يوليو الماضي تقديرات لعدد ضحايا 473 ضربة جرت بين 2009 و2015 خارج مناطق الحروب التي تخوضها.

وبحسب مسؤولين أميركيين، فإنّ ما بين 64 و116 مدنياً قتلوا في الضربات إلى جانب عدد يصل إلى 2581 مقاتلاً، في حين شكك معارضون في هذه الأرقام وقالوا إن الحكومة تقلل عدد المدنيين القتلى.

وتملك الحكومة الأميركية حالياً أكثر من سبعة آلاف طيارة "درونز"، 200 منها تحمل سلاحاً وتمكّنت من قتل الآلاف حول العالم منذ بدء العمل بها قبل 14 عاماً. ونفذت أول طلعة جوية لطائرات "الدرونز" المسلّحة في 4 شباط/فبراير 2002 في أفغانستان، حين استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لاستهداف مجموعة، كان يُعتقد أنها تضم زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل، أسامة بن لادن، لكن اتضح أنهم مدنيون يجمعون الخردة المعدنية.