وتسببت أزمة اللاجئين، التي تنافس حروب البلقان في التسعينيات كأسوأ أزمة تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في حالة من الاستقطاب والارتباك داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة، ولا يملك نظاما فعالا للتعامل مع وصول مئات الآلاف من اللاجئين الفقراء واليائسين.
وقال غابرييل للصحافيين في كولونيا إن إحدى الصعوبات تتمثل في أن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي لا تنضم إلى المشروع بنشاط، إلا عندما تكون أمامها مكاسب مالية، ولا تقوم بدور نشط في المجتمع خلال الأوقات العصيبة.
ورفضت حكومات بعض الدول أعضاء الاتحاد استقبال لاجئين، وتُعارض مقترحات للاتحاد للاتفاق على خطة مشتركة لعمل المزيد للتصدي للأزمة.
وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قد قالت، الإثنين، إنه إذا لم يتمكن أعضاء الاتحاد من الاتفاق على توزيع عادل للاجئين، فإن منطقة شينغن التي يسمح فيها بالسفر دون تأشيرة ستكون محل تساؤلات.
وقال غابرييل، زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بقيادة ميركل، إن مثل هذه النتيجة ستكون ضربة عنيفة للاتحاد.
وقال في تصريحات منفصلة لصحيفة "فيستدويتشه ألجماينه تسايتونج": "التخلي عن سياسة الحدود المفتوحة سيكون خطوة كبيرة إلى الوراء في التاريخ الأوروبي".
وأضاف: "في ما يخص اليونان يوجد خطر فقد أموال. لكن أوروبا الآن تواجه خطر فقدان لياقتها".
من ناحيتها، قالت وكالة الأناضول إن قرابة ثلاثة آلاف لاجئ، معظهم من السوريين، وصلوا إلى مدينة ميونخ الألمانية، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، بعد سماح المجر لهم بمغادرة البلاد، أمس الإثنين.
ونقلت "الأناضول" انتقاد وزير داخلية ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان، المجر لإرسالها اللاجئين إلى ألمانيا، مؤكداً ضرورة تسجيل اللاجئين، في أول بلد يصلونه ضمن الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية دبلن، وتقييم طلبات لجوئهم في ذلك البلد، مستدركاً أنهم لن يعيدوا اللاجئين، الذين وصلوا إلى أراضيهم، إلى المجر.
اقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: أزمة اللاجئين امتحان "صعب" للضمير الأوروبي
صدمة عالمية بعد "شاحنة الموت" ودعوة لتحرك دولي حقيقي