العاهل الأردني: حل الدولة الواحدة للقضية الفلسطينية كارثي ويعني مستقبلاً عنصرياً لإسرائيل
وأضاف عبد الله الثاني، في حديث بثته قناة "إم إس إن بي سي" الأميركية، أمس الإثنين، أنه يخشى الانتقال من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة، وهو أمر كارثي للجميع، في المنطقة ولإسرائيل.
وحول تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن ضم غور الأردن، قال: "أنا لا آخذ التصريحات الانتخابية على محمل الجد بشكل عام، ولكن تصريحا كهذا لا يساعد على الإطلاق. لأنه يقوم من خلاله بتسليم الخطاب لأسوأ الأشخاص في منطقتنا".
وأكد أنه "إذا كانت السياسة المتبعة في إسرائيل هي ضم الضفة الغربية، فهذا سيكون له أثر كبير على العلاقات الأردنية الإسرائيلية وعلى العلاقات المصرية الإسرائيلية أيضاً، فنحن البلدان الوحيدان المرتبطان باتفاقيات سلام مع إسرائيل".
وتساءل "إذا أرادت حكومة واحدة الحصول على كل شيء تريده دون أن تقدم تنازلات في المقابل، فما هو المستقبل؟ إلى أين نحن ماضون إذا لم نتمكن من التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين للعيش معاً، لنرسل رسالة للمستقبل؟ وحالياً كل ذلك في خطر".
وتابع "إذا كنا نتحدث عن أن إسرائيل تمارس الفصل العنصري بقوانين مختلفة لليهود عن تلك الخاصة بالمسيحيين والمسلمين، فإن هذا سيؤجج الصراع في الشرق الأوسط. لقد كان الأمر محيراً عندما صدرت هذه التصريحات".
وحول الانتخابات الإسرائيلية، قال العاهل الأردني، "قرار اللجوء إلى جولة أخرى من الانتخابات هو بيد الإسرائيليين، وأعتقد أن للرئيس الإسرائيلي دوراً كبيراً في تحديد ماهية الحكومة التي سيطلب تشكيلها".
من جهة ثانية، قال عبد الله الثاني "إن هناك قضايا وتحديات في التعامل مع إيران، وقد حذرنا خلال الأشهر الستة الماضية أو أكثر من التصعيد، وحاولنا تهدئة الأمور".
واعتبر أن "الاعتداء على أرامكو في 14 من سبتمبر/أيلول الحالي زاد من التصعيد"، مؤكداً أن "الدبلوماسية والحوار والتواصل مع الآخر هي الطريقة الوحيدة للمضي قدماً، وإلا فالبديل هو العنف".
وحول عودة "داعش"، أوضح ملك الأردن، أنه "من وجهة نظر أمنية فيما يتعلق بالحدود، فقد حاربنا داعش على جبهتين حدوديتين مع سورية والعراق لمدة من الزمن، ولسنا قلقين من ذلك".
وأضاف أن "الحملة في سورية، خلال العام الماضي، دفعت بهم إلى خارج أراضيها وإلى جنوب الفرات وباتجاه غرب العراق. ولهذا تواصل الأردن ومصر مع العراقيين لرفع مستوى التنسيق".
وتابع "الحرب على الإرهاب، ليست في سورية فحسب بل في غرب العراق أيضاً"، معتبراً أنه "في الجنوب السوري نشأ فراغ لأن قوات التحالف لم تعد منخرطة بالعمل هناك، فشهدنا عودة لداعش"، محذراً في السياق نفسه من أنه "خلال الأشهر الستة القادمة، إذا لم نراقب بكثب ما يحدث في غرب العراق وسورية، فنحن نترك المجال لداعش لفرض واقع جديد وإعادة تأسيس نفسه".
وعن الوضع في سورية، قال "يجب علينا أن نضع في عين الاعتبار أنه فيما يخص سورية فإن قواعد اللعبة تتغير اليوم، حيث إننا كما أعتقد نتّجه صوب التركيز على قضايا دستورية لنساهم في تحريك الوضع في الاتجاه الصحيح".
ومضى قائلاً "علينا أن نتذكر أن هناك مسألتين في سورية، وهما كيفية التعامل مع الشق السياسي، وكيفية النهوض بالمجتمع".
وحول أزمة اللجوء السوري، قال إنها "ظروف صعبة، تحديداً لجهة المساعدات، فقد وصلنا 63 بالمائة مما نحتاجه لرعاية اللاجئين السوريين، وهذا العام تلقينا 6 بالمائة فقط"، موضحاً أن "المشكلة أن هناك ضغطاً هائلاً على الاقتصاد الأردني وعلى الشعب الأردني".
وكان ملك الأردن عبد الله ثاني، قد التقى في نيويورك، أمس الإثنين، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وقال عبد الله الثاني، خلال اللقاء، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.