استغلت دول حصار قطر الاجتماع الدوري لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة في القاهرة، اليوم الثلاثاء، لافتعال مشكلة مع قطر، وتوتير الجوّ العام للجلسة، وممارسة أساليب الفبركة والتحريض، التي دأبت عليها خلال الأشهر الماضية، ووصل الأمر إلى حدّ إلقاء كلمات متشنّجة وتهديدات ووعيد.
وفي حين فنّد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان المريخي، مطالب الدول المحاصرة لقطر، واصفاً إياها بأنها "غير مشروعة ولا تستند إلى حقائق، وإنما إلى فبركات وأنها ضد القانون الدولي وحقوق الإنسان"، اعترض ممثلو دول الحصار الأربع بالصوت العالي والمنفعل على كلمة المريخي، محدثين بلبلة داخل الجلسة.
وأكّد المريخي في كلمته أن مطالب دول الحصار "تمثل مساسًا بسيادة الدول وتدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية"، مضيفاً أن "الدول الأربع بدأت في محاولات لانتزاع الشرعية وغيرت الموقف من دعم الإرهاب إلى تغيير النظام، وحتى أنهم دعوا أحد رجال الأسرة الحاكمة لتجهيزه للحكم في قطر".
وتوجّه المريخي إلى دول الحصار بالقول "حتى الكلاب ما سلمت منكم".
وعقب انتهاء الوزير القطري من إلقاء كلمته، طلب التعقيب رئيس وفد السعودية، السفير أحمد قطان، من رئيس الجلسة، وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، إلا أن الأخير طلب إنهاء الجلسة الافتتاحية، وترك الردود للجلسة المغلقة.
لكن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تدخل مطالباً بإتاحة الفرصة للرد في الجلسة المفتوحة، وخاصة أن رئيس الوفد القطري تحدث في جلسة مفتوحة، ولم تكن كلمته مجدولة ضمن قوائم المتحدثين، وفق قوله.
وبدا وزير الخارجية المصري منفعلاً في ردّه على كلمة ممثل دولة قطر، واصفاً ما قاله المريخي بأنه "مهاترات وحديث غير ملائم والتدني الأخلاقي".
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قد هاجم الدوحة، قبل أن يتحدث المريخي، زاعماً أن الدوحة تتحمل وحدها تداعيات تحرك الرباعي العربي ضدها، بعد الادعاء بأن دول الحصار لم تلجأ إلى اتخاذ إجراءات ضد قطر إلا بعد سنوات من الصبر، حسب تعبيره.
وأضاف قرقاش أن "نظام قطر لا بد أن يغير سياساته، ويوقف دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول"، مشدداً على أن الدول الأربع ستواصل إجراءاتها لحين تغيير التوجه القطري.
إلا أنه استدرك قائلاً: "الحل ليس في التصعيد، ولكن من خلال الحوار، والاستجابة للمطالب الثلاثة عشر التي قدمتها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر".
بدوره، هدد ممثل السعودية وسفيرها في القاهرة، أحمد قطان، دولة قطر قائلاً إنها ستندم على علاقاتها مع إيران: "هنيئا لكم بإيران، وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك". وقال ردّاً على كلمة المندوب القطري: "لا نعمل على تغيير نظام الحكم في قطر، ولكن السعودية قادرة على فعل أي شيء تريده".