خرج رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، بمؤتمره الصحافي، اليوم الثلاثاء، بعد تأخير امتد لساعتين على اللبنانيين، مقدماً حلاً ضمنياً لأزمة تأليف الحكومة، عبر إشارته إلى توزير سني من حصة رئيس الجمهورية، وآخر من حصة كتلة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، رافضاً في المقابل محاولة "حزب الله" ضرب الدستور والطائف وصلاحيات رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، المخولين حصراً تأليف الحكومة. في حين وضع احتمال التنحي على الطاولة عندما أكد أنه يرفض تعطيل الدولة والمؤسسات.
ولفت الحريري في بداية مؤتمره الصحافي الذي عقده في بيت الوسط (مقر إقامته)، إلى أن خطابه السياسي "محكوم دائماً بالتفاؤل رغم التهديدات"، لكنه في المقابل أكد أنه لم يعد قادرا على إقناع نفسه أولاً بمقولة "أم الصبي"، في إشارة إلى هذه المقولة التي كان يرددها دوماً عند تقديم تنازلات سياسية، رابطاً إياها بضرورة حماية البلد، وإن جاءت هذه التنازلات على حساب تيار "المستقبل"، وهو ما انتُقد مراراً بسببها، وكانت أحد أسباب تراجع شعبيته في الانتخابات النيابية الأخيرة.
وكشف الحريري أن "تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير، البعض يسمّيه حاجز نواب سنّة 8 آذار، وأنا برأيي هو أكبر من ذلك بكثير"، معتبراً أنّ "هناك قراراً من حزب الله بتعطيل تشكيل الحكومة"، من دون الغوص في هذه الأسباب حتى لدى سؤاله عن أسباب عرقلة الحزب، وإن كان تلميحه يصب في خانة العقوبات الأميركية ضد ايران و"حزب الله".
واعتبر الحريري أن كرة تعطيل تأليف الحكومة رميت في وجه رئيس الجمهورية ميشال عون أولاً قبل أن ترمى في وجهه شخصياً، لافتاً إلى أنه كان واضحاً منذ اللحظة الأولى ولم يناور، مشيراً إلى أنه قال لـ"حزب الله" وللجميع إنّ "هذا الأمر لا يمكن أن يمرّ، ورفضي كان منذ البداية وليس في ربع الساعة الأخيرة".
وتحدث الحريري عن عملية تأليف الحكومة، وما تخللها من وضع معايير للتأليف، مؤكداً أنه لم يكن راضياً عن ذلك وكان يعتبر أنّ "كلّ محاولة لخلق أعراف جديدة هي أمر غير مقبول"، مشدداً على أنه لن "يقبل تعطيل البلد والمؤسسات"، في إشارة ضمنية إلى استعداده للتنحي في حال سدت الأبواب أمام أي حل.
وخصص الحريري جزءاً من مؤتمره للحديث عن الطائفة السنية، مشيراً إلى أنه "بعد كلّ ما حصل، أنا لا أقبل اتهام سعد الحريري بالتحريض الطائفي، وعندما نقول إنّ تيارنا عابر للطوائف فإنّنا نقول الحقيقة، الأحزاب الطائفية معروفة في البلد وأنا بيّ السنّة وأعرف أين مصلحتهم".
كما أكد أنه يعرف كيف يحمي السنّة ويدافع عن قضاياهم، و"لا يمكن تحت أي ظرف طائفي أن نكون ملحقين بأحد، ولا نقبل أن يكون هناك طغيان لأي طائفة".
ورد على تهديدات الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الأخيرة بالقول إن "الأمر لا يحتاج تهديداً أو تذكيراً بالماضي"، مذكراً أن "حزب الله هو من تكلم عن فتنة سنية شيعية، ومشكلة سنة 8 آذار مفتعلة، وليس حزب الله من يقرر من أمثّل في الحكومة".
ورداً على سؤال عن احتمال الاعتذار، قال الحريري: "كل شي في وقته حلو".
وكانت عملية تأليف الحكومة في لبنان اصطدمت، أخيراً، بعقدة تمثيل 6 نواب محسوبين على "حزب الله" من الطائفة السنية، ورفض بسببها "حزب الله" تسليم أسماء الوزراء الثلاثة من حصته إلى الحريري، لمنع إعلان التشكيلة الحكومية، على الرغم من أنها كانت جاهزة، وذلك بسبب عدم تمثيل النواب السنة فيها.