أُعلن في العاصمة الأردنية عمان، اليوم الثلاثاء، عن تحالف وطني أردني لمواجهة "صفقة القرن"، وذلك خلال الاجتماع الأول للملتقى الوطني للتحالف بحضور شخصيات حزبية ونقابية ونيابية ووطنية.
وأكد المشاركون في الاجتماع أن التحالف "سيتحرك على مختلف الأصعدة النيابية والنقابية والحزبية محلياً وعربياً ودولياً للتصدي للصفقة"، مشيرين إلى أنه "تم تشكيل لجنة تحضيرية للتحالف، وهو مفتوح أمام من يرغب بالانضمام إليه".
ودعا المشاركون في البيان الختامي للملتقى إلى "ضرورة الوقوف صفاً واحداً والتحرك بشكل جاد لمواجهة هذه الصفقة وإحباطها، والتصدي الحازم لكل مواقف التطبيع الرسمية من قبل أي نظام عربي مع إسرائيل".
كذلك طالب المشاركون بإغلاق سفارة الكيان الصهيوني في عمان، وطرد السفير الإسرائيلي، واستدعاء السفير الأردني لدى الاحتلال، ووقف كل أشكال التطبيع، وإلغاء اتفاقية الغاز، وتنفيذ قرار استعادة أرض الباقورة والغمر.
وأكد المشاركون "ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تكون قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، لتوحيد الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي، وبناء جبهة داخلية صلبة، والسعي لتوسيع المجال الحيوي للأردن عربياً وإسلامياً ودولياً، بالتحرك نحو خيارات متنوعة، وتحالفات جديدة".
ودعا البيان إلى عقد جلسة طارئة للاتحاد البرلماني العربي لاتخاذ قرارات حاسمة في هذه المرحلة تطالب الحكومات العربية بعقد قمة عربية طارئة لبحث خطورة المرحلة، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، والطلب من الحكومة الدعوة إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، للبحث في خطورة المرحلة، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها.
وأشار البيان "إلى سخافة اختزال القضية الفلسطينية بما يسمى بالحلول الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، والتي لن تغير شيئاً من واقع القضية التي هي قضية شعب ووطن ودولة وهوية، واختزالها من قبل التحالف الصهيوني الأميركي إلى البعد الإنساني والاقتصادي إنما يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا التحالف الاستعماري، واستخفافه بحقوق الأمة وشعوبها وهوانها على أعدائها".
مشروع ميت
وقال رئيس كتلة الإصلاح النيابية الدكتور عبد الله العكايلة إن الصفقة "مشروع عقيم ميت مهما تم المبالغة في تسويقها وتمريرها، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن من خلال مشاريع اقتصادية يتم التزيين لها كعلاج للحالة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني".
واعتبر العكايلة أن الصفقة "تعد تمزيقاً لاتفاقية وادي عربة والاتفاقيات التي لم تعد إسرائيل تتحدث عنها"، لافتاً إلى أن الصفقة "تريد إلغاء حق العودة للاجئين وترحيل من يرغب منهم إلى أراضٍ يتم اقتطاعها من سيناء، وأنه رصد لها 50 ملياراً، 70% منها بتمويل عربي".
وأشار إلى أن الصفقة "تتضمن إيجاد تحالف للتصدي للمد الإيراني، في ظل تطبيع وزيارات متبادلة بين الدول العربية والاحتلال".
بدوره، قال نقيب المحامين الأردنيين مازن رشيدات، نائب رئيس مجلس النقباء، إن صفقة "القرن" المقصود بها "تصفية الأمة العربية، وليس المقصود فقط الأردن وفلسطين، وذلك بداية بقرار نقل السفارة الأميركية للقدس الصادر عام 1995".
وأضاف رشيدات أن الخطوات العملية للصفقة بدأت منذ عام 2018، وأن إضراب النقابات في رمضان قبل الأخير عطل الجزء المتعلق بالأردن بـ"صفقة القرن"، التي تريد "خنق الشعب الأردني والضغط على الحكومة كي لا يكون لديها أية موارد وبالتالي تقدم التنازلات".
وتحدث باسم الشخصيات الوطنية طلال الماضي، مؤكداً أن مشاريع التصفية "ستتحطم على صخرة الشعب الفلسطيني الصامد والمناضل"، مضيفاً أن التحدي على الأردن "كبير بحجم المؤامرة بعد أن فتح بعض العرب المجال للاحتلال بتنفيذ مخططاته".
وأشار الماضي إلى أن الموقف الرسمي لا يزال دون المطلوب، وأن هناك حاجة لمراجعة النهج القائم والتوافق على نهج جديد لمجابهة التحديات والمشاركة في حمل المسؤولية الوطنية.
أما الأمين العام لحزب الحياة د. عبد الفتاح الكيلاني فقال في كلمة باسم "تيار التجديد" إن "صفقة القرن لم تبدأ اليوم وإنها في مراحلها الأخيرة، وقد بدأت منذ عقد اتفاقية كامب ديفيد".
من جانبه، قال منسق "تيار الأحزاب الإصلاحية"، الأمين العام لحزب "المستقبل" د. صلاح القضاة، إن التصدي للصفقة يقوم على ركيزة داخلية هي "الوحدة الوطنية"، وإن "هناك خطة للعمل على إضعاف الدولة، الأمر الذي يتطلب إصلاحات سياسية من خلال قانون أحزاب وانتخاب يلبي الطموحات ويوصلنا إلى برلمان حقيقي".
وفي سياق متصل أيضاً، قال الأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي" مراد العضايلة إن الصفقة تعني نهاية القضية الفلسطينية، وإنها تعني للأردن "ليس وطناً بديلاً، فحسب بل تغيير الهوية السياسية للأردن وتغيير وجه الأردن".
وأضاف أن التوحد أصبح "فريضة للتصدي لهذا الخطر الداهم، وخاصة بين القوى السياسية"، وأن هذا التحالف "منصة جديدة للجميع ليكون شريكاً للحفاظ على الأردن وحمايته".
فيما حذّر الناطق الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين معاذ الخوالده من "صفقة القرن"، لما تمثله من "تصفية للقضية الفلسطينية وفق المشروع الصهيوني وتهديد وجودي للأردن ونظامه السياسي ومصالحه العليا واستهداف دوره في القدس ووصايته على المقدسات ودوره السياسي في المنطقة".
وتحدثت خلال الاجتماع شخصيات حراكية ووطنية أكدت ضرورة توحيد الجهود والمواقف للتصدي لـ"صفقة القرن"، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ الجزء الأكبر منها.