وتبنت الهيئة التنفيذية لليونيسكو اليوم القرار بعدما صوّتت لصالحه 22 دولة، بينها روسيا، والصين، والبرازيل، والسويد، وجنوب أفريقيا، وإيران، وماليزيا، وموريشيوس، ونيجيريا والسنغال، وبنغلادش، وباكستان، وفيتنام، ونيكاراغوا، وتشاد، إضافة إلى سبع دول عربية.
وتقدّم بمشروع القرار كل من الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعُمان وقطر
والسودان. ونص على أن "جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والنشاطات التي تتخذها إسرائيل، القوة المحتلة، التي غيرت أو تحاول تغيير طبيعة ومكانة مدينة القدس المقدسة، وخاصة قانون الأساس حول القدس، فارغة وباطلة ويجب إلغاؤها فوراً".
ودعت اليونيسكو سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الكف عن الإخلاء والحفر والعمل والمشاريع المستمرة في القدس الشرقية، خاصة داخل وحول البلدة القديمة في القدس، موضحة أنها غير قانونية حسب القانون الدولي.
ومن بين الدول التي رفضت مشروع القرار؛ الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا وإيطاليا.
وينص مشروع القرار على "أن البلدة القديمة في القدس فلسطينية خالصة لا علاقة لها باليهود، مع التأكيد على تاريخ المدينة وتراثها الحضاري المرتبط بالمسلمين والمسيحيين".
ويؤكد مشروع القرار "أن المقابر والحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر راحيل في بيت لحم، مقابر ومناطق إسلامية خالصة".
ويتيح القرار أمام المنظمة الدولية إرسال مندوب بشكل شبه دائم لمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية.
وحاولت إسرائيل جاهدة العمل على منع صدور القرار، من خلال التنسيق مع أميركا للضغط على بعض الدول، إلا أنها فشلت في إقناع غالبية الدول الأوروبية.
واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرار اليونيسكو بالقول إن "إسرائيل لا تعترف بالمنظمة الدولية".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) عن نتنياهو قوله "القدس مرتبطة تاريخياً باليهود، ولا يوجد شعب في العالم يعتبر القدس منطقة مقدسة مثل الشعب اليهودي".
وأضاف "القدس كانت دائماً مركز ومحط أنظار الأمة اليهودية .. نحن نكفر باليونيسكو ونرفع راية حقيقتنا التي ترفضها تلك المنظمة التي لا نعترف بها".
إلى ذلك، شكر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في تصريح له، الدول التي صوتت لصالح هذه القرارات ودورها في الحفاظ على المقدسات في فلسطين، فيما أكد أنه على الرغم من محاولات الحكومة الإسرائيلية اليائسة لتقويض قرارات فلسطين في اليونيسكو، إلا أن العالم صوت لصالح القرارات الفلسطينية، مختاراً أن يقف إلى جانب الحق في وجه الظلم والاحتلال وسياساته غير الشرعية.
وأشار المالكي إلى فشل الحملة الإسرائيلية المحمومة، ضد مشاريع قرارات فلسطين، والقدس الشريف في "اليونيسكو"، وفشل كل من يدعم تقويض هذه القرارات من دول ومجموعات ومؤسسات وشخوص.
وأكد المالكي نجاح الدبلوماسية الفلسطينية، المسلحة بالثوابت الوطنية الفلسطينية القائمة على أسس الحق الفلسطيني، والقانون الدولي، وتحديداً مبادئ واتفاقيات اليونيسكو.
وتابع: "تشير هذه القرارات إلى الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية بمدينة القدس، وتؤكد على ضرورة إرسال مندوب لليونيسكو للتواجد بشكل دائم في القدس، لمراقبة ما تقوم به إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من انتهاكات وإجراءات تهويدية وتدميرية تسعى من خلالها إلى طمس معالمها التاريخية والحضارية والدينية أو تغيير طابعها. بالإضافة إلى أن هذه القرارات قد أعادت التأكيد على ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه في سنوات سابقة، وخاصة إرسال لجنة رقابة ورصد تفاعلية للتأكد من واقع الحال، في ما يتعلق بالمدينة القديمة في القدس وأسوارها.
وفي السياق، عبّر وزير الخارجية الفلسطينية عن الاستياء من تلك الدول التي لم تصوت لصالح القرارات، معتبراً أن ذلك يعد تشجيعاً لسلطة الاحتلال للتمادي في ممارساتها غير الشرعية في مدينة القدس المحتلة، وتراجع لمواقف هذه الدول ومبادئها، والتي يدعي بعضها دفاعه عن مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.