وأكّد رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، هادي العامري، ونائبه أبو مهدي المهندس، في تصريحات صحافية من داخل المدينة، بقاء الحشد في الفلوجة ومشاركته في معركة الموصل المرتقبة.
وقال العامري: "لا يمكن لأحد أن يمنعنا من المشاركة في تحرير الموصل، لأنها مدينة عراقية، والحشد جهاز أمني عراقي، لا يحق لأحد ولا يجوز لأحد أن يمنعه من الدخول إلى أي مكان يراه ضرورياً"، مضيفاً "أن معركة الفلوجة كانت معركة كبيرة ومعقدة وأصعب معركة خاضتها القوات العراقية والحشد الشعبي".
ولدى سؤاله عن مستقبل الحشد الشعبي في الفلوجة، قال العامري "الفلوجة بحاجة إلى عمل فكري وعقائدي يترتب عليها، من أجل أن لا يعود الدواعش بعد فترة بلباس آخر وتحت مسمى جديد".
وجاءت تصريحات العامري هذه متناغمة مع تصريحات مشابهة أدلى بها نائبه خلال تواجده مع مجموعة من عناصر مليشيات "الحشد" قرب جسر الفلوجة الحديدي على نهر الفرات، حيث قال المهندس "سيبقى الحشد في كل أرض قاتل فيها، ومن ضمنها الفلوجة"، معتبراً "أن الحشد الشعبي جزء أساسي من القوات الأمنية، وليس جزءا مكملا، وأن الجيش يحتاج إلى دعم قوات الحشد في مسك الأرض في الفلوجة وغيرها"، في إشارة إلى فتح مقرات دائمة تابعة للمليشيات، على غرار المقرات التي جرى فتحها في مدينتي سامراء وتكريت.
وأكّد المهندس أن "الحشد سيقاتل الدواعش في كل نقطة من العراق، وسيشارك بقوة في معركة الموصل"، مضيفاً أن "الحشد سيلاحق داعش حتى خارج العراق وفي كل مكان يتم منه دعمه فكرياً ومالياً وبالأفراد"، في إشارة منه إلى اتهام دول عربية بشكل غير مباشر بدعم تنظيم "داعش" في العراق، على غرار اتهامات مماثلة صدرت من قائد مليشيا "العصائب"، قيس الخزعلي، بالتدخل العسكري ضد بعض دول الخليج التي اتهمها بأنها داعمة للتنظيم.
ويعتبر العامري من أبرز قادة المليشيات العراقية، حيث يرأس مليشيا "بدر" ذات الولاء والتبعية للحرس الثوري الإيراني، وقد شارك فعلياً في القتال إلى جانب الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي في الحرب العراقية -الإيرانية خلال حقبة الثمانينيات، وكذلك أبو مهدي المهندس المطلوب دولياً بتهم إرهابية تتعلق بتفجير سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا بالسيارات المفخخة في الكويت عام 1983.
وأعلن العبادي للمرة الثانية إكمال ما وصفه عملية "تحرير" الفلوجة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، خلال زيارته المدينة، أمس الأحد، وسط أهازيج وشعارات طائفية كان يرددها من حوله عشرات المقاتلين المنتمين لمليشيات "الحشد الشعبي"، والتي كشفت معركة الفلوجة أن لهم اليد الطولى في سير العمليات العسكرية في العراق، وبمساندة طيران التحالف الدولي.