تتواصل الاشتباكات في أقصى ريف السويداء الشمالي الشرقي، وريف دمشق الشرقي بين قوات النظام السوري ومقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، وخاصة في تلال الصفا التي تسعى قوات النظام للسيطرة عليها بالتزامن مع عمليات قصف صاروخي تنفذها على المنطقة، وسقوط مزيد من الخسائر البشرية والأسرى بين الطرفين.
ويتزامن ذلك مع تصاعد المخاوف حول مصير المختطفين من محافظة السويداء والاستياء الشعبي من مماطلة النظام السوري في قضية المختطفين، فيما أصدر كبار شيوخ العقل لدى طائفة الموحدين الدروز بياناً حول تكليف عدة أشخاص ضمن لجنة للتفاوض، لمتابعة قضية المخطوفين.
من جهة أخرى، قالت مصادر محلية في الجنوب السوري إن مجموعات من "الفيلق الخامس" التابع لقوات النظام تتحضر للانتقال إلى محافظة إدلب شمالي البلاد للقتال إلى جانب قوات النظام.
وينتمي كثير من عناصر الفيلق الخامس الذي تدعمه روسيا إلى فصائل معارضة سابقة كانت أبرمت اتفاقيات تسوية مع النظام خلال حملة الأخير على الجنوب السوري قبل شهرين، ويقف على رأس الفيلق اليوم أحمد العودة، قائد فصيل "شباب السنة" المعارض سابقاً.
وحسب بعض المعطيات، فإن عدد المسجلين في الفيلق يصل إلى نحو 3000 مقاتل، وسط تنافس مع "الفرقة الرابعة" التي تسعى إلى ضم عناصر معظمهم متخلفون عن الخدمة العسكرية.
وتضع قوات النظام أبناء درعا ممن اختاروا البقاء في مناطقهم، وعدم التهجير إلى إدلب أمام خيارين: إما الانضمام إلى أحد تشكيلاتها العسكرية والقتال في صفوفها، أو التعرض للملاحقة والاعتقال بتهم "الإرهاب" وهو ما يدفع بعض المطلوبين للخدمة أو من هم في سن القتال للانضمام إلى إحدى تشكيلات النظام العسكرية في مسعى لحماية أنفسهم.
وتقول مصادر إن عناصر "الفرقة الرابعة" يرتكبون الكثير من التجاوزات في مدينة درعا بينما تبحث "لجنة أمنية" تابعة للنظام خيار إبعادها عن المحافظة. ويقول ناشطون إن عناصر "الفرقة" ارتكبوا الكثير من التجاوزات بالاعتداء على مدنيين وقيامهم بعمليات سرقة ونهب بذرائع التفتيش وغيرها.
وتضيف المصادر أن "اللجنة الأمنية" التي شكلها النظام قبل سنوات وتضم جميع الأفرع الأمنية التابعة له في المدينة، تدرس حالياً خيار إخراج الفرقة من المدينة بسبب "عدم التزام عناصرها بالقوانين".
وفي شرق البلاد، قتل طفل وأصيب آخرون جراء انفجار لغم في قرية الكشم الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف دير الزور، فيما ذكرت مواقع إعلامية محلية أن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) اعتقلت العديد من الأشخاص بتهمة تبعيتهم لتنظيم "داعش" شرق دير الزور.
وأوضحت أن "قسد" اعتقلت 18 شخصاً في بلدتي الطيانة وذيبان، بسبب "مساندة تنظيم داعش" خلال الهجمات على مواقعها في الطيانة وحقل العمر النفطي.
من جهته، أعلن تنظيم "داعش" عبر معرفاته الإعلامية، أن ثلاثة عناصر من "قسد" قتلوا وأصيب آخرون، نتيجة استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة في قرية بلدية جديدة في ناحية الكرامة قرب مدينة الرقة.