أعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، عن انتهاء فرز صناديق الاقتراع في العاصمة الإيرانية طهران، وهي الدائرة الانتخابية الأكبر في البلاد، مضيفاً أن النتائج النهائية العامة لانتخابات مجلس الشورى الإسلامي، تنتظر تأييد المراقبين في الهيئات المعنية، مؤكداً في الوقت ذاته على انتهاء عمليات الفرز في كل أنحاء البلاد.
وحسب قائمة الأسماء الأخيرة التي نشرتها المواقع الإيرانية للمرشحين، الذين حازوا على أعلى نسب تصويت الناخبين في طهران، فقد نجح أعضاء لائحة "الأمل الإصلاحية" جميعهم، بالحصول على كل مقاعد العاصمة في البرلمان الجديد، والبالغ عددها ثلاثين مقعداً من أصل 290.
وتتكون هذه اللائحة من مرشحين إصلاحيين وآخرين معتدلين. وحصل على المقعد الأول في طهران رئيسها محمد رضا عارف، فيما حل رئيس لائحة "صوت الشعب المعتدلة" علي مطهري في الرتبة الثانية، ومن أبرز الأسماء التي نجحت بحجز مقاعدها في البرلمان عن هذه اللائحة، النائب الحالي كاظم جلالي والإصلاحي إلياس حضرتي، فضلاً عن نجاح سبع سيدات مرشحات من هذه القائمة أيضاً.
واللافت من خلال النتائج، تراجع كل المرشحين عن قائمة المحافظين في طهران، الذين اختاروا المشاركة في لائحة واحدة موحدة، تضم شخصيات من كل الجبهات والأحزاب التي تنضوي تحت اسم التيار المحافظ، وقد خسر رئيس هذه اللائحة غلام علي حداد عادل السباق الانتخابي في العاصمة، وهو من تولى رئاسة مجلس الشورى الإسلامي في سنوات سابقة.
وخلال مؤتمر صحافي، عقده وزير الداخلية الإيرانية عبد الرضا رحماني فضلي، قال أعلن أن "نسبة المشاركة النهائية في الانتخابات بلغت 62٪ في كل أرجاء البلاد، بينما بلغت النسبة في العاصمة طهران 50٪، مضيفاً أن عدد الناخبين بلغ 34 مليوناً، من أصل 54 لهم حق الاقتراع".
اقرأ أيضاً: الانتخابات الإيرانية: المعتدلون يتقدمون بمجلس الخبراء وتراجع المحافظين
كما اعتبر فضلي أن نتائج هذه الانتخابات "أحبطت كل مخططات أعداء إيران، الذين شككوا بديمقراطيتها"، حسب تعبيره، معتبراً أن العملية الانتخابية "كانت موفقة"، وبأن المخالفات خلالها "كانت محدودة".
ووفق النتائج في مناطق أخرى غير العاصمة طهران، سيضطر بعض المرشحين لخوض جولة إعادة ثانية لعدم حصولهم على نسب الاقتراع المطلوبة دستورياً، والتي يجب أن تتجاوز نسبة ربع أصوات المقترعين في مناطقهم. وحول هذا الأمر قال فضلي: "جولة الإعادة للانتخابات التشريعية ستجري في نيسان/إبريل القادم".
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت هيئة الانتخابات الإيرانية عن النتائج النهائية في انتخابات مجلس خبراء القيادة، المسؤول عن عمل المرشد الأعلى وتعيين خلف له، فتقدم المعتدلون أيضاً في العاصمة طهران، وحصلوا على 14 مقعدا من أصل 16، وهي حصة العاصمة في هذا المجلس المكون من رجال الدين.
وبعد صدور هذه النتائج، نشرت بعض المواقع رسالة وجهها الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، الذي دعا الناخبين في وقت سابق من خلال رسالة مصورة للمشاركة في الانتخابات، وترجيح المعتدلين والإصلاحيين.
وجاء في بيان خاتمي اليوم الاثنين، قوله، إن هذه النتائج تدل على أن الإيرانيين يريدون من الحكومة أن تحقق وعودها، فقدموا أصواتهم للمرشحين الذين سيساعدونها في هذه المهمة، معتبراً أن نسب المشاركة العالية تعني أن الإيرانيين يريدون أمن وتطور البلاد ويدعمون نظامها، حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً: رهان الاعتدال في أجواء الانتخابات الإيرانية