قالت حركة "طالبان" رداً على تصريحات وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الذي أكد التزام بلاده "طويل الأمد" في أفغانستان، إّنها مصممة على المضي قدماً في "القتال حتى رحيل آخر جندي أجنبي" في البلاد.
وزار وزير الدفاع الأميركي كابول، والتقى الرئيس الأفغاني أشرف غني، ووزير الداخلية الأفغانية مسعود أندرابي، مؤكداً استمرار عمليات القوات الأميركية والأفغانية ضد "طالبان".
وأشارت الحركة، في بيان، اليوم الثلاثاء، إلى ما قاله وزير الدفاع الأميركي، في تصريحات للصحافيين في كابول، وتأكيده أنّ القوات الأميركية ستزيد من عملياتها ضد "طالبان"، قائلة إنّ الحركة "ماضية في القتال حتى وجود آخر جندي أجنبي في أفغانستان"، مؤكدة أنّها "تحرز نجاحات في القتال يومياً".
كما ردّت "طالبان"، على أنداربي الذي هددها بالحرب والقضاء عليها، مدعياً فشل عملياته، مشددة على أنّ كل ذلك "ادعاءات وتهديدات لا طائل منها ولا مصداقية لها".
وأكد البيان أنّ الحركة تؤكد أنّه "في حال حالة وجود أي جندي أميركي، ستواصل الحركة مقاومة المحتلين وستستمر في كفاحها المسلح".
وأضاف أنّ الحركة "أثبتت خلال الـ18 عاماً الماضية، أنّ أي قوة عالمية لا يمكنها كسر شوكة الحركة، كما لا يمكن لها أن تحرفها عن منهجها وطريقها"، مؤكداً أنّ "أرض أفغانستان للشعب الأفغاني وله حق في إقامة النظام الإسلامي فيها"، مشدداً على أنّ "العقبات الموجودة في هذا السبيل لا بد وأن تزيلها الحركة إما بالقوة أو عبر الحوار، إذا كانت الجهة المقابلة تريد ذلك".
كما خاطب بيان الحركة المسؤولين في الحكومة الأفغانية، بالقول إنّ "المسؤولين في الحكومة الأفغانية كلما بقوا أكثر تحت حكم الأميركيين، زادت الفجوة بينهم وبين الشعب كما ستشتد مقاضاتهم".
وحيال عمليات "ربيع طالبان"، قال بيان الحركة إنّ "عمليات الربيع المسماة باسم الفتح مستمرة بنجاح، وعلى الرغم من إلقاء القوات الأميركية 948 قنبلة على مناطق مختلفة من البلاد، والتي أدت إلى مقتل عدد كبير من المواطنين، إلا أنّ مسلحي الحركة ماضون في إحراز التقدم والنجاحات في كل ربوع البلاد".
وأفاد البيان بأنّه "خلال عمليات الربيع تمت السيطرة على 28 مديرية في مختلف مناطق البلاد، وقتل مئات من جنود الجيش والشرطة الأفغانية بينهم 419 من القادة والضباط، ما يؤكد نجاح العمليات".
إسبر: الوضع في أفغانستان "مختلف جداً" عن سورية
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، قد أكد في مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيره الأفغاني أسد الله خالد، ووزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي، أنّ بلاده ستواصل عملياتها ضد "طالبان" حتى التوصل إلى أي اتفاق، مشيداً بـ"دور القوات الأفغانية في إحلال الأمن ومواجهة طالبان"، مؤكداً أن تلك القوات "قادرة على تأمين الأمن في أفغانستان".
وقال إسبر، إنّه فيما لم تكن بلاده ملزمة بالدفاع عن المقاتلين الأكراد السوريين ضد تركيا، إلا أنّ لديها "التزاما طويل الأمد" تجاه قوات الأمن الأفغانية.
وجاءت تصريحات إسبر، بعدما قال جنرال بارز إنّه تم سحب نحو ألفي جندي أميركي من البلاد، خلال العام الماضي.
وقال إسبر، للصحافيين في كابول، أمس الإثنين، "لم يكن علينا أي التزام... بالدفاع عن الأكراد ضد حليف قديم في حلف شمال الأطلسي". وأضاف، في مؤتمر صحافي، "لدينا التزام طويل الأمد إزاء شركائنا الأفغان، استثمرنا مليارات ومليارات الدولارات، ضحى الشعبان الأفغاني والأميركي بالنفيس وبأرواح جنودهما".
وتعرّض قرار مفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أوائل الشهر الجاري، بسحب الجنود الأميركيين من شمال سورية، لانتقادات في واشنطن وغيرها، باعتباره خيانة للحلفاء الأكراد الذين قاتلوا على مدى سنوات إلى جانب القوات الأميركية ضد تنظيم "داعش".
لكن إسبر قال وهو يقف إلى جانب نظيره الأفغاني إنّ الانسحاب الذي جرى في سورية، يجب ألا يُقارن بأفغانستان حيث الوضع "مختلف جداً جداً". وأضاف أنّ القوات الأميركية تحركت من شمال شرق سورية "لأنّها كانت عُرضة لخطر محتمل من توغل تركي في المنطقة".
من جهته، قال وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي، إنّ "عمليات طالبان المسماة بالفتح قد فشلت"، مشدداً على أنّ "القوات الأفغانية قادرة على قمع الحركة".
وكان إسبر ورئيسة مجلس الشيوخ الأميركي نانسي بيلوسي، قد زارا كابول، خلال اليومين الماضيين، وبحثا مع القيادة الأفغانية العديد من القضايا، على رأسها المصالحة الأفغانية والانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ28 من الشهر الماضي، ومحاربة الإرهاب والفساد.
وقالت الرئاسة الأفغانية، في بيان، إنّ بيلوسي عقدت لقاء مع الرئيس الأفغاني أشرف غني ناقشت فيه ملفات عديدة أهمها: محاربة الإرهاب والفساد وجهود المصالحة، لافتة إلى أنً الرئيس الأفغاني أوضح، خلال اللقاء، "ما قامت به الحكومة من الجهود في سبيل تنفيذ القانون ومحاربة الإرهاب والفساد، كما شرح بالتفصيل الإصلاحات في قطاع التعليم".
وبحسب بيان الرئاسة الأفغانية، فإنّ بيلوسي شددت للرئيس الأفغاني على أنّ بلادها "لن تترك أفغانستان كي تكون معقلاً للمسلحين"، مشيدة بدور النساء في الحكومة.
كما قال بيان آخر للرئاسة الأفغانية، إنّ وزير الدفاع الأميركي، ناقش مع الرئيس الأفغاني المصالحة الأفغانية والانتخابات الرئاسية، وأنّ غني أطلعه على ما اتخذته الحكومة من الخطوات بهذا الشأن.
وذكر البيان أنّ الوزير الأميركي قدم التعازي للرئيس الأفغاني بشأن ضحايا الهجوم على مسجد في إقليم ننجرهار شرق أفغانستان، الجمعة الماضية، والذي راح ضحيته العشرات.
كما تحدث الرئيس الأفغاني، بحسب البيان، حول "الخطوات التي اتخذتها الحكومة والقوات المسلحة لقمع المسلحين".
وسبق أن أكد الوزير الأميركي، في حديث مع صحافيين كانوا يرافقونه في الطريق إلى كابول، أنّ بلاده ما تزال ترغب في الوصول إلى حل مع "طالبان".