اتهم عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب محمد ناصر الكربولي، اليوم الثلاثاء، قيادة عمليات بغداد بـ"التقصير والإهمال في أداء واجباتها الأمنية، وبقيام ضباط تابعين لها بعمليات ابتزاز للنازحين من أهالي الأنبار عند محاولتهم العبور عبر جسر بزيبز" جنوب غربي بغداد.
وقال الكربولي، في بيان اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، إن "قيادة عمليات بغداد لم يكن لها أي دور يذكر في العديد من العمليات الأمنية التي أدت إلى إحباط هجمات إرهابية كانت ستستهدف العاصمة بغداد"، مضيفاً: "نحذر قيادة عمليات بغداد من مغبة التهاون والتراخي في التعامل مع المعلومات الاستخبارية، أو تكرار العمل بالخطط الأمنية القديمة، وتعريض حياة المواطنين للخطر، كما حصل في فاجعة الكرادة".
وذكر النائب أن ضباطاً منتسبين إلى قيادة عمليات بغداد، يعملون في معبر جسر بزيبز، والذي يربط محافظة بغداد بمناطق جنوب غرب الأنبار، قاموا بـ"ابتزاز النازحين الذي يرومون الدخول أو الخروج من العاصمة بغداد، كما أجبروا العوائل النازحة على دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالعبور عبر الجسر".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه "في الوقت الذي ندعو فيه إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فإننا نعبر عن امتعاضنا الشديد لاستمرار عمليات ابتزاز أهلنا النازحين على معبر جسر بزيبز".
من جهته، قال النائب أحمد السلماني، لـ"العربي الجديد"، إن العوائل النازحة من الأنبار تعرضت لإجراءات تعسفية وعمليات ابتزاز عند الجسر، مضيفاً: "رغم العديد من مناشداتنا لرئيس الحكومة ورئيس البرلمان، إلا أن الإجراءات ما زالت مستمرة، وعملية أخذ الرشاوى من النازحين لم تتوقف".
وكشف نازحون من أهالي الأنبار دخلوا العاصمة بغداد أخيراً عبر جسر بزيبز، بعد اضطرارهم للنزوح من الفلوجة وأطرافها، عن أنهم منعوا من عبور الجسر من قبل الضابط المسؤول عنه، بحجة عدم وجود كفيل، وأضافوا أنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا بعد دفع مبلغ مليون ونصف المليون دينار عراقي لأحد الضباط المسؤولين في المعبر.
وصرح النازح ثائر محمد، وهو من أهالي الفلوجة: "لم أتمكن من عبور الجسر مع عائلتي إلا بعد أن دفعت مبلغ خمسمائة دولار لأحد الضباط، بعد أن تم منعي من العبور لمدة يومين"، مضيفا: "لقد طلبوا مني أيضاً مبلغ ألف دولار أميركي للسماح لي بجلب سيارتي الخاصة التي تركتها في مدينة عامرية الفلوجة والدخول بها إلى مدينة بغداد".
ويشار إلى أن السلطات الأمنية تفرض إجراءات أمنية مشددة على حركة النازحين عبر جسر بزيبز، تبعاً لأوامر حكومية، حيث فرضت على النازحين شرط الكفيل قبل السماح لهم بعبور الجسر باتجاه بغداد، بينما منعت آلاف العوائل النازحة من دخول بغداد، وتركتها تعاني من أوضاع إنسانية صعبة في مخيمات النازحين التي تفتقر للخدمات والمساعدات الإنسانية الضرورية.
وكان جسر بزيبز يمثل المعبر الوحيد الذي يربط العاصمة بغداد بمحافظة الأنبار، ويقع جنوب غربي بغداد، بمسافة 40 كيلومتراً، ويشهد يومياً حركة كثيفة للنازحين الفارين من مناطق القتال في الأنبار، والذين يقفون في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة أملاً في الحصول على موافقة الجهات الأمنية لهم لعبور الجسر ودخول بغداد.