قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران وصل إلى طريق مسدود بسبب السياسات التي تبنّاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبسبب خوف السعودية من تداعيات مواجهة مفتوحة مع طهران.
ووفقاً لمعلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هارئيل، فإن اكتفاء ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على إيران وتعمّده عدم اتخاذ خطوات عسكرية ضدها شجع طهران على مواصلة تحديها لواشنطن، وأغراها بمزيد من الخطوات الهادفة إلى وضع حد للعقوبات ضدها.
وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم، حذر هارئيل من أن عزوف ترامب عن مواجهة إيران عسكرياً نزع الثقة من قادة الدول العربية المتحالفين مع واشنطن في جدوى التحالف معها. وأوضح أن الحكام العرب الذين راهنوا على أن يتبنى ترامب سياسات مغايرة لتلك التي تبناها سلفه باراك أوباما أصيبوا بخيبة أمل كبيرة.
وأشار إلى أن الإحباط الإقليمي من سياسات ترامب يتزامن مع ظهور مؤشرات على تحطم حاجز الخوف في مصر، والذي عكسه اندلاع التظاهرات ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغم اعتماده القبضة الحديدية في مواجهة معارضيه، محذرا من أنه لا يوجد ما يشير إلى أن ترامب سيقف إلى جانب السيسي في حال تعاظم مستوى الاحتجاج ضده.
ولفت إلى أن ما يدلل على فشل السياسات الأميركية وعدم نجاح التحالف الذي تقوده واشنطن في مواجهة إيران حقيقة أن العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترامب بعد ضغوط مشتركة مارسها كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ليس فقط لم تؤثر على مدى تصميم إيران على رفض إدخال تعديلات على الاتفاق النووي، بل إنها عمدت بعدها إلى استهداف المصالح السعودية والإماراتية بشكل غير مسبوق، دون أدنى اعتبار لهيبة الولايات المتحدة.
وشدد على أن ما يثير الإحباط في دول خليجية، وفي إسرائيل والغرب، حقيقة أن الهجمات التي استهدفت المرافق النفطية السعودية دللت بما لا يقبل الشك على أنه بإمكان إيران إحداث ضرر هائل في العمق المدني لدول خليجية، على الرغم من استثمار هذه الدول الكبير في مجال الدفاعات الجوية والتقنيات العسكرية.
وأبرز أن التقديرات السائدة في الغرب تقول إن إيران معنية بالتفاوض من أجل التوصل لاتفاق نووي جديد، لكن وفق الشروط التي تضعها، وبما يخدم مصالحها القومية، لافتا إلى أن الإيرانيين هم الذين أحبطوا حتى الآن فرصة عقد لقاء بين ترامب والرئيس حسن روحاني.
وشدد على أن الطريق المسدود الذي انتهت إليه الاستراتيجية الأميركية ضد إيران أضفى صدقية على اعتراض وتحفظ الكثير من المستويات العسكرية الإسرائيلية والأميركية على قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي ودعم نتنياهو للخطوة.