اعتبرت مصادر سياسية في إسرائيل، أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، وأشار فيه إلى فرصة للتوصل إلى حل سياسي، داعيا القيادة الإسرائيلية إلى إعادة بث خطابه أكثر من مرة، يأتي على ما يبدو بعد تنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ، بهدف الضغط على أعضاء حزب "المعسكر الصهيوني" الذي يقوده هرتسوغ، لجهة تأييد المفاوضات الجارية بين نتنياهو وهرتسوغ من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل.
ونقل موقع يديعوت أحرونوت، أن أعضاء بارزين في حزب المعسكر الصهيوني، اعتبروا أن خطاب السيسي لم يكن مصادفة من حيث توقيته، وأنه على ما يبدو جزء من تنسيق مع ديوان نتنياهو، ويهدف إلى الربط بين نتنياهو وهرتسوغ، من خلال الحديث عن فرص مبادرة إقليمية للسلام في المنطقة، ينبغي عدم إضاعتها.
ولفت موقع يديعوت أحرونوت، إلى أن كلا من نتنياهو وهرتسوغ سارعا إلى التعقيب على تصريحات الرئيس المصري، والإشادة بها، فيما ذكرت القناة العاشرة أن كلا من نتنياهو وهرتسوغ أعلنا عزمهما القيام بزيارة للقاهرة في المستقبل القريب.
ويحاول زعيم المعارضة هرتسوغ، تسويق فكرة الانضمام إلى حكومة نتنياهو كأمر ملح يخدم المصالح الإسرائيلية، ويمهد أمام "نضوج ظروف إقليمية لإطلاق مبادرة سياسية"، فيما يدعي معارضوه في الحزب أن هرتسوغ يراهن على الانضمام للحكومة بكل ثمن دون أي ضمانات حقيقية أو تأثير ملموس في سياسة الحكومة. وبلغ حد الانتقادات التي وجهتها عضو الكنيسيت شيلي يحيموفيتش إلى درجة توصيف هرتسوغ بأنه كالكلب الذي رمى له نتنياهو عظمة وطلب منه أن يحضرها بفمه.
وأشارت صحف إسرائيلية مختلفة، إلى وجود معارضة شديدة داخل حزب المعسكر الصهيوني للانضمام لحكومة نتنياهو، ما قد يؤدي إلى انسحاب حزب "هتنوعا" بقيادة تسيبي ليفني من المعسكر الصهيوني، لرفضها الدخول في حكومة مع نتنياهو، من جهة، وحصول انشقاق داخل حزب العمل نفسه، مع احتمال أن يبقى جزء من الحزب في المعارضة حتى في حال إقرار هرتسوغ، في مؤتمر الحزب القريب الانضمام لحكومة بقيادة نتنياهو.
في المقابل، نفى زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، نيته الانضمام لحكومة نتنياهو مقابل إعطائه وزارة الأمن، وإقرار قانون فرض عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفدائية. واعتبر ليبرمان أن كل ما يشاع في هذا المضمار هو مجرد ألاعيب إعلامية يقوم بها نتنياهو ولا تنطوي على أي أمر جاد أو حقيقي.