ينتمي الشاب الأميركي، جايمس الكس فيلدز، منفذ عملية الدهس خلال المواجهات التي شهدتها مدينة تشارلوتفيل في فرجينيا، إلى مجموعة دينية متشددة تطلق على نفسها اسم Vanguard America أو "أميركا الرواد الأوائل" وهي منظمة عنصرية نازية، تعتقد بتفوق الأصول الأوروبية وترفع شعارات معادية لسلطة الحكومة الفيدرالية.
كذلك تشير سجلات الجيش الأميركي إلى أن الشاب الأميركي الأبيض، الذي توفي والده قبل ولادته قبل عشرين عاما في ولاية كنتاكي، ثم انتقل مع والدته للعيش في ولاية أوهايو، كان قد تطوع للخدمة العسكرية بتاريخ 18 آب/أغسطس عام 2015. إلا أنه عاد وترك الخدمة العسكرية فعليا في شهر كانون الأول/ديسمبر أي بعد أربعة أشهر، دون أن توضح الأسباب الحقيقية لمغادرته المؤسسة العسكرية.
هذا الشاب هو واحد من آلاف الشبان المنتمين إلى عدة مجموعات يمينية متطرفة من النازيين الجدد واليمين البديل، توافدوا قبل أيام من الولايات الأميركية البعيدة والقريبة إلى مدينة تشارلوتفيل التاريخية في فرجينيا، مسقط رأس توماس جيفرسون كاتب إعلان الاستقلال الأميركي عام 1776.
وكان في طليعة هؤلاء زعيم منظمة "كوك لوكس كلان" العنصرية "kkk"، دايفيد ديوك، الذي أعلن في تصريحات تلفزيونية أن تظاهرة تشارلوتفيل هي مبايعة جديدة من قبل مجموعات اليمين المتطرف للرئيس دونالد ترامب، وتأكيد الالتزام بالأجندة اليمينية التي انتخب ترامب على أساسها رئيسا للولايات المتحدة.
الهدف المعلن لهذا الحشد في هذه المدينة التاريخية في الجنوب الأميركي دعوة وجهتها منظمة يمينية محلية للمشاركة في تظاهرة احتجاج على قرار اتخذه مجلس المدينة، الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي، بإزالة تمثال الجنرال روبرت لي، أحد قادة كونفدرالية الجنوب الانفصالية (إبان الحرب الأهلية الأميركية) من ساحة المدينة.
وقد اتخذ قرار إزالة النصب قبل نحو عامين بعد حملة نظمها مدافعون عن حقوق الإنسان لإعادة الاعتبار للأقلية ذات الاصول الأفريقية في الولايات المتحدة، والتي عانت من التمييز العنصري ومن قوانين العبودية على مدى قرون.
وحسب عمدة تشارلوتفيل فإن جحافل المتطرفين البيض استباحت شوارع المدينة منذ يوم السبت الماضي، ونظم أفراد من منظمة "كوك لوكس كلان" العنصرية المعادية للسود والمهاجرين مسيرات مشاعل ليلية في حرم جامعة فرجينيا، وفي الشوارع المحيطة، أطلقت خلالها هتافات ضد اليهود وضد الأميركيين من أصول أفريقية.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لفيلدز يرفع شعارات منظمة "أميركا الرواد الاوائل" خلال تظاهرات السبت في تشارلوتفيل.
وأكد شهود عيان أنهم رأوا الشاب المتطرف داخل سيارته المركونة على زاوية أحد شوارع المدينة قبل انطلاقه بسرعة كبيرة صوب تظاهرة للناشطين اليساريين، ما أسفر عن مقتل امراة وإصابة نحو عشرين آخرين. ولأن عملية الدهس كانت مخططة مسبقا ضد المتظاهرين فقد تم التعامل معها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي اي" والأجهزة الأمنية الأميركية الأخرى على أنها عمل إرهابي منظم، على غرار العمليات الإرهابية التي ينفذها أفراد من تنظيم "داعش" أو تنظيم إرهابي آخر.
ولا يخفي الخبراء الأمنيون الأميركيون قلقهم من التحول النوعي في تكتيكات المجموعات العنصرية الأميركية في ممارسة أعمال العنف، وخصوصا لجهة تأثرها بأساليب وتكتيكات تنظيمات الإرهاب الدولي، واستخدام الأساليب الداعشية الرائجة في تنفيذ العمليات الإرهابية كاللجوء إلى عمليات الدهس كالتي تم تنفيذها في فرجينيا.