وقال مصدر مسؤول في داريا، في حديث مع "العربي الجديد"، طالباً عدم الكشف عن هويته، "بذلنا طوال السنوات الماضية كل ما في استطاعتنا لتحقيق أحلام شعبنا وأهلنا، وحاولنا الاحتفاظ بمدينتنا، حتى غاب الأمل في أن يمد أحد يده لنا".
ولفت إلى أن "الفصائل المعارضة المسلحة توصلت لاتفاق مع النظام ينهي المواجهات بينهما، ويقضي بنقل من تبقى في المدينة من مدنيين وعسكريين إلى الشمال السوري".
وبيّن المصدر ذاته أن "الاتفاق يقضي ببدء نقل المدنيين إلى خارج المدينة باتجاه الشمال على دفعات، ليتم عقب ذلك نقل العناصر المسلحة، مع أسلحتهم الفردية، بحسب الاتفاق المبدئي، وأغلب الظن أنّ وجهتهم ستكون إلى مدينة إدلب".
وأعرب عن اعتقاده بأن "تبدأ عملية الإخلاء خلال الـ48 ساعة المقبلة، إن تم تأمين الاحتياجات اللوجستية، إذ يبدو أن النظام مستعجل في إنهاء ملف داريا".
وكانت المفاوضات بدأت قبل يومين، إذ تمّ إعلان وقف النار، ودخل وفد من القوات النظامية للتفاوض مع الفصائل المتواجدة داخل المدينة.
وعن الظروف المعيشية داخل المدينة المحاصرة، أوضح المصدر أنّ "العائلة في داريا تعيش على وجبة غذائية واحدة، إضافة إلى انعدام حليب الأطفال والخبز، وعدم توفر أدوية الالتهاب والأمراض المزمنة وتجهيزات العمليات".
وعاشت المدينة أربع سنوات من الحصار والتجويع من قبل قوات النظام، فضلاً عن القصف شبه اليومي بمختلف الأسلحة التقليدية والمحرّمة دولياً، ودمار المساكن والبنية التحتية بنسبة تفوق 75%، كما لم يتبقّ من أهلها سوى 8 آلاف من أصل أكثر من 250 ألفاً.
وكانت الفعاليات المدنية والعسكرية والسياسية أطلقت العديد من المناشدات ونداءات الاستغاثة لفكّ الحصار عن داريا، أو فتح ممرات إنسانية، وفصل الملف الإنساني عن العسكري.