سيطر عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لساعات على وسط مدينة صبراتة الليبية، قبل أن تطردهم الأجهزة الأمنية المحلية المنضوية ضمن تحالف "فجر ليبيا"، بحسب ما أعلنت مصادر محلية في المدينة القريبة من طرابلس اليوم الأربعاء.
وقال المجلس البلدي لصبراتة، الذي يتولى السلطة السياسية والخدماتية في المدينة، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إن عناصر التنظيم استغلوا "فراغاً أمنياً" في وسط صبراتة الليلة الماضية، للانتشار.
وأوضح المجلس أن "سرايا الثوار والأجهزة الأمنية"، تحركت مساء يوم أمس الثلاثاء "لتمشيط ضواحيها واقتحام بعض المنازل والاستراحات المشبوهة".
وأضاف "في ذات التوقيت، استغل عناصر التنظيم الفراغ الأمني الحاصل في وسط المدينة وانتشروا داخلها، وبفضل الله وجهود الخيرين، تم دحرهم إلى خارج المدينة" حسب نص البيان.
وسيطر عناصر التنظيم لساعات على مباني عدة في وسط صبراتة، بينها مديرية الأمن.
وكان رئيس المجلس العسكري للمدينة طاهر الغرابلي، الذي يضم جماعات مسلحة ويشكل القوة الأمنية الرئيسية في صبراتة، قال في مداخلة تلفزيونية بُعيد سيطرة التنظيم على وسطها عند منتصف الليل، إنهم "دخلوا واستولوا على مديرية الأمن وبعض المناطق".
اقرأ أيضاً: تونس تحتضن مؤتمرا حول ليبيا الشهر المقبل
وأوضح أن "لديهم خلايا نائمة استغلت الفراغ الأمني"، مضيفاً أن عدد مسلحي التنظيم في وسط صبراتة تراوح بين 150 إلى 200 مسلح.
ولم يتضح المكان الذي لجأ إليه عناصر التنظيم. كما لم تعرف حصيلة الخسائر في صفوف الطرفين.
وقال المجلس البلدي لصبراتة، إن المداهمات في ضواحي المدينة تخللها اشتباك مع عناصر في تنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة النهضة (15 كيلومتراً جنوب صبراتة)، قتل فيه، بحسب عميد البلدية حسين الدوادي، أربعة عناصر من قوات المدينة.
ودعا بيان المجلس البلدي اليوم، سكان صبراتة إلى "توحيد صفوفهم، والتكاتف والتعاون ومساعدة الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو أجسام غريبة أو مركبات مفخخة خلفها عناصر التنظيم".
جدير بالذكر، أن 50 شخصاً قتلوا في صبراتة في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية على مقر لتنظيم "الدولة الإسلامية" الجمعة الماضي. واستهدفت الغارة مسؤولاً ميدانياً تونسياً في التنظيم. كما قتل في الغارة مواطنان صربيان كانا مخطوفين في ليبيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويعد انتشار عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في صبراتة، أول ظهور علني له في المدينة التي تقع على الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة والحدود التونسية، وتضم مدينة أثرية رومانية فينيقية.
ويسيطر التنظيم على مدينة سرت (450 كيلومتراً شرق طرابلس)، ويسعى للتوسع في المناطق المحيطة بها، وتبنى تفجيرات عدة داخل العاصمة الليبية.
اقرأ أيضاً: إيطاليا تسمح لطائرات أميركية بدون طيار بضرب "داعش" بليبيا