ادعى وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، أن "التلكؤ بعودة النازحين السوريين هو تواطؤ"، واعتبر أن "السكوت عن هذا الموضوع جريمة"، وأعلن رفضه "توطين السوريين في لبنان ورفض ترحيل السوريين عن سورية".
وعبّر الوزير اللبناني عن أسفه لأن اللبنانيين باتوا "يتكلمون عن توطين السوريين كأنه أمر طبيعي"، مؤكداً أنه "إذا لم يتخذ لبنان الإجراءات المناسبة فهو لن يحصل إلا على هذا التوطين"، واتهم بعض المسؤولين اللبنانيين بـ"الصمت" على عدم عودة النازحين لأسباب داخلية مذهبية وفئوية وحتى لأسباب على علاقة بالانتخابات السورية.
واستعاد باسيل في مؤتمر صحافي، بدا وكأنه ردٌ على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي لم يلتق به، خطاب التخويف من اللاجئين السوريين وتحميلهم معظم المشاكل في لبنان، الذي لطالما استعمله. كما حاول باسيل بث الحياة بمطالبة ممثل حزب الله في جلسة الحوار الوطني، ورئيس كتلته النيابيّة، النائب محمد رعد، بفتح حوار مع النظام السوري في ما يخصّ اللاجئين السوريين. وقد سبق لرعد أن طرح هذا الأمر في ختام جلسة الحوار التي عُقدت في 17 فبراير/ شباط الماضي، إذ اعتبر أن إعادة فتح الحوار مع النظام السوري تُساهم في حلّ هذه القضية.
اقرأ أيضا: نشاط دولي في بيروت.. بان وموغيريني يتابعان ملف اللاجئين
واعتبر باسيل أن لبنان اليوم أمام محطة جديدة، بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون
كيري "أنّ 90 في المائة من الأعمال الحربية توقفت في سورية"، وأضاف أن "توقف الحرب السورية يفرض عودة النازحين السوريين إلى بلادهم"، وطالب بـ"تأمين عودة النازحين إلى سورية. ويجب أن نتحدث مع الدولة السورية بهذا الخصوص".
وقال باسيل إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "مع كل ما رافقها من أخطاء، هي تفصيل من ضمن المقاربة الدولية لموضوع النازحين السوريين"، ولفت إلى أن "حالات النزوح هي من مسببات الإرهاب ولا يمكن فك الارتباط القائم بين النزوح والإرهاب".
وطالب باسيل بأن يتخذ لبنان "إجراءات أحادية سيادية لتخفيف أعداد النازحين وإلا وصلنا إلى التوطين"، واتهم شركات طيران بتسيير "رحلات لنقل نازحين سوريين من أوروبا إلى لبنان".
وأشار إلى أن "البعض يريد منّا ويفاتحنا بالحديث لإقامة مخيمات للنازحين السوريين في لبنان".
واعتبر أن المساعدات المالية للمنظمات الدولية "هدفها إبقاء النازحين في لبنان، وهذا الأمر نرفضه"، وقال إن نسبة "النازحين السوريين في لبنان 200 شخص في الكيلومتر المربع"، وإن لبنان استقبل مئات آلاف السوريين "رغم أنهم لا يستوفون شروط النزوح"، ولفت إلى أن "لبنان يستقبل من النازحين السوريين أكثر ممّا تستقبل أوروبا مجتمعة".
واعتبر باسيل أن "إعمار مخيم نهر البارد (للاجئين الفلسطينيين) على أهميته ليس أولوية اليوم، وهم يعدوننا بالمساعدات الفعلية ويأتون لإعطائنا القروض".
وسارع عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري للرد على كلام باسيل وأكّد أن "توطين السوريين غير مطروح بأي شكل من الأشكال، علماً أن الرئيس تمام سلام كان أكثر من واضح في تأكيد أن هذا الموضوع لم يطرح بأي صيغة من الصيغ ومع أي كان، لا في الزيارة الأخيرة للمسؤولين الدوليين ولا قبل الآن".
وقال حوري في تصريح له، إن موضوع التوطين "يحظى برفض كامل من كل القوى السياسية مجتمعة من دون أي تحفظ أو مواربة"، واعتبر أن باسيل "حاول من خلال مؤتمره الصحافي تغطية الخطيئة المميتة التي اقترفها بحق لبنان والمتمثلة بعدم استقباله الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الإسلامي للتنمية، بل ذهب أبعد من ذلك من خلال رفضه الاجتماع معهم في وقت لبنان فيه بأمسّ الحاجة إلى المجتمع الدولي ومساعداته لمواجهة أعباء النزوح السوري إلى لبنان".
اقرأ أيضا: بان في بيروت: الأمن و"الإرهاب" واللاجئون على جدول الأعمال