وبدأت تظهر التصريحات المحذرة من احتمال حصار المعارضة لمناطق سيطرة النظام في حلب، في حال تمكنت من استعادة طريق الكاستيلو، وخطورة هذا الأمر على المدنيين، وتدخلت الأمم المتحدة من أجل تأمين معبر إنساني برعاية واشنطن وموسكو.
في حين لم نسمع أي صوت ممن تباكوا على المدنيين في حلب حين كان النظام يمطرهم بعشرات البراميل المتفجرة ويرتكب أفظع المجازر بحقهم كما لم نسمع أي طرح لمعبر إنساني يتم إدخال مساعدات من خلاله للمدنيين الذين تمكن النظام من حصارهم بشكل فعلي، بعد سيطرته على طريق الكاستيلو المعبر الوحيد لحلب "المعارضة".
ولم يقف الموضوع عند هذه المفارقة فحسب بل اختار المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه النظام مكاناً للمعبر الإنساني، ما يعني إعطاء أفضلية للنظام بدخول المساعدات عن طريقه وتحكمه بإيصالها لمناطق سيطرة المعارضة، بالإضافة لحماية هذا الطريق، وبقوة الإرادة الدولية، من أية محاولة لاستعادته من قبل المعارضة، لأن أي محاولة لاستعادة هذا الطريق ستصنّف في خانة إعاقة الجهود الإنسانية للأمم المتحدة، وبالتالي منع المعارضة بشكل نهائي من إمكانية فرض حصار على النظام في حلب من خاصرته الأضعف.
المتدخلون بالشأن السوري كوسطاء لإنتاج حل سياسي بين المعارضة والنظام أي (الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة)، جميعهم صمتوا على حصار المدن السورية والتي كان آخرها داريا التي حاصرها النظام وجوعها وفرض على أهلها التهجير حتى آخر فرد فيها دون أن تسعى أي من تلك الدول لإنشاء معبر إنساني يحمي أهلها من الموت جوعاً، في الوقت الذي يقتضي فيه مجرد احتمال حصار منطقة للنظام حماية دولية لتلك المنطقة، ومن الخاصرة التي يمكن أن تتحرك خلالها المعارضة. ما يعني أن كل تلك الجهات هي جهات راعية للنظام وليس لحل سياسي في سورية.