استهدفت طائرات روسيا والنظام السوري، اليوم الجمعة، مدينة حلب، بقنابل شديدة التدمير (ارتجاجية)، أدّت إلى مقتل 90 مدنياً وإصابة المئات، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل.
وقال مسؤول الإعلام في مديرية الدفاع المدني بحلب، إبراهيم الحاج، لـ"العربي الجديد": إن "طائرات روسية وأخرى سورية استهدفت أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة بقنابل شديدة التدمير، تدعى (ارتجاجية)، ما أسفر عن مقتل 90 مدنياً ومئات الجرحى".
وأوضح أن "القنابل تحدث هزات كبيرة، شبيهة بالزلازل، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين إلى جانب تدمير المباني فوق ساكنيها"، مشيراً إلى أن "نحو عشرين جثة مازالت تحت أنقاض المنازل، وتحاول فرق الدفاع المدني استخراجها".
وأضاف أن "طائرة روسية استهدفت حي الكلاسة بقنبلة ارتجاجية، أسفرت عن دمار ست أبنية بالكامل، وأوقعت خمسة عشر قتيلاً وأكثر من عشرين جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال".
وأشار المصدر ذاته، إلى أنّ "المدينة استُهدفت اليوم، بأكثر من 150 غارة"، لافتاً إلى أن "القصف لم يقتصر على القنابل الارتجاجية بل استخدمت طائرات النظام وروسيا، قنابل عنقودية وفوسفورية، إلى جانب الصواريخ بعيدة المدى وقذائف المدفعية".
ودمّر القصف "ثلاثة مراكز للدفاع المدني، ممّا أدى إلى خروج مركزين عن الخدمة ودمار خمس آليات، منها سيارتا إنقاذ وسيارتا إطفاء بالإضافة إلى بعض من المعدات"، وفقاً للمصدر.
وتسمى القنابل "الارتجاجية" بـ "مدمرة الملاجئ"، وهي نوع خاص من القنابل الخارقة، ويصل وزنها حتى 2.291 كيلو غراماً، وقد طوّرت بداية حرب الخليج الثانية عام 1991، بواسطة شركة أميريية بالتعاون مع سلاح الجو الأميركي، ثم جرى إنتاج قنابل مشابهة من طرف روسيا.
وشنت المقاتلات الجوية منذ وقف العمل بالهدنة، الإثنين الماضي، 700 غارة، أسفرت عن سقوط 200 قتيل، بحسب المصدر.
من جانبه، قال مدير "شبكة سورية مباشر" علي باز، إن "حي مدينة الباب الذي شهد قصفاً بقنابل النابالم، سقط فيه وحده عشرة قتلى وعشرات الجرحى"، مبيّناً أن "الإصابات معظمها من الأطفال والنساء".
وتشهد مدينة حلب أعنف قصف جوي للنظام السوري وروسيا، بعد وقف العمل بالهدنة التي نتجت عن اتفاق روسي أميركي. ويبدو أن هذا التصعيد يوجه رسالة لمجموعة أصدقاء سورية في نيويورك.
ويأتي التصعيد، بعد ساعات على إعلان قوات النظام السوري عملية عسكرية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
ودعت غرفة العمليات حسب التلفزيون السوري الرسمي إلى "الابتعاد عن مقرات ومواقع المجموعات الإرهابية المسلحة"، مشيرة إلى أنه قد "اتخذت كل الإجراءات والتسهيلات لاستقبال المواطنين المدنيين، وتأمين السكن ومتطلبات الحياة الكريمة"، حسب زعمها.
ووصف مصدر عسكري تابع للنظام، اليوم، الهجوم على حلب بأنه "عملية كاملة" تشمل هجوماً برياً، وقال إن الهجمات الجوية والمدفعية التحضيرية قد تستمر "فترة من الزمن".
وذكر المصدر، وفق ما نقلت عنه وكالة (رويترز) أن "العملية بدأت، وقد تستمر بالنسبة للضربات الجوية والضربات الأرضية فترة من الزمن (وهذا) مرتبط بالموقف الميداني وبخسائر الإرهابيين وبمعطيات أخرى يقدرها القادة الميدانيون".
وأضاف "لكن مثل أي عملية عسكرية تبدأ بتمهيد جوي ومدفعي ومن ثم القوات البرية تعمل وفق نتائج الضربات وتأثيرها".
بحث أممي عن طريق للمساعدات
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، أعلنت الأمم المتحدة، أنها تبحث عن طريق بديل لإرسال مساعدة إلى الإحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، فيما لا تزال 40 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية عالقة في منطقة بين تركيا وسورية.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركي، بتصريحات نشرتها وكالة (فرانس برس)، "نحاول أن نرى بكل الوسائل الممكنة كيف يمكننا الوصول إلى القسم الشرقي من حلب".
ووصف المتحدث بـ"المأساوي" وضع حوالى 250 ألف شخص يعيشون في هذا الجزء من حلب.