وقالت مصادر أهلية إنّ قياديين من التنظيم المتشدد في مدينة منبج، "هددوا بهدم جميع الأضرحة والمقامات في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم"، مشيراً إلى عدم وجود استثناء في ذلك الأمر "حتّى وإن كان ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرل".
وقال ناشط ميداني، لـ "العربي الجديد"، إنّ التنظيم استهدف الضريح، أمس الأول الخميس، بطلقات مدفع "57"، دون أن تلحق به أية أضرار، في وقت أشار مصدر قيادي في "الجبهة الإسلامية"، إلى إصابة الضريح برشقات مدفعية، خلال الاشتباكات العنيفة الّتي جرت بين "داعش" ومناهضيه، منذ عدة أسابيع.
بدورها، ردت تركيا، عبر وزارة خارجيتها، بحزم، على الأخبار التي تحدثت عن إمكانية استهداف الضريح. واعتبر وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، في تصريحات صحيفة أوردتها وكالة الأناضول الرسمية، أن من حق تركيا اتخاذ كافة التدابير اللازمة، في محيط الضريح، والتي تعد أرضا تركية بموجب اتفاقية عام 1921.
وبحسب مصادر في "الجيش الحر"، عقدت تركيا اتفاقاً معه، على حماية الضريح بوحدة عسكرية يتم تبديل عناصرها بشكل دوري، الأمر الذي كان معمولاً به أيام نظام حافظ وبشار الأسد، لكن بعد سيطرة "داعش" على المنطقة، أصبح هناك صعوبة كبيرة في تبديل عناصر الحماية.
وبحسب مطلعين على الوضع هناك، فإن "داعش" ستبقي على الضريح ورقة ضغط على الحكومة التركية، متجنبة الاعتداء عليه، لأن ذلك ينذر بدخول تركيا في معركة لطرد التنظيم من المنطقة والحفاظ على الضريح، وهو ما بدا جلياً في تصريحات الوزير التركي.
وحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة، الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، تم وضع ضريح "سليمان شاه" تحت السيادة التركية، وحاليا يعتبر هذا المزار، الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة.