نفى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم السبت، اعتزام بلاده القيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب أو عفرين، شمالي سورية.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن يلدريم، قوله، للصحافيين، إنّ "تركيا لا تعتزم تنفيذ عمليات أخرى في مدينة عفرين أو محافظة إدلب بسورية".
وحذر يلدريم في الوقت عينه، من أنّ أيّ دعم إضافي تقدّمه الولايات المتحدة لمقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية، "سيسبّب مشكلات لتركيا".
وأضاف أنّ "تركيا تتعاون مع روسيا وإيران في سورية، وليس هناك ما يدعو إلى أن تقف الولايات المتحدة وتركيا على طرفي نقيض".
ومنذ سيطرة "هيئة تحرير الشام" (التحالف الذي تقوده جبهة النصرة) على معظم المحافظة قبل حوالي الشهر، تقف إدلب عند مفترق طرق، وسط سيناريوهات عدة مطروحة للتعامل مع هذا الوضع من جانب قوى محلية وإقليمية ودولية معنية بالصراع السوري.
وهناك إجماع بين تلك القوى على أن تجنيب المحافظة "الأسوأ" يقتضي ضرورة تغييب "الهيئة" عن المشهد، بأية وسيلة ممكنة، سواء كانت سلمية أم عسكرية، وتولي إدارة المدينة من جانب كيان مدني مستقل فعلاً عن الفصائل المسلحة.
وفي هذا الاطار، كانت وسائل إعلام تركية، ومنها صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة، قد تداولت، قبل أيام، ما قالت إنها خطة تركية لـ"إنقاذ" المدينة من مصير أسود يعدّ لها من جانب الأطراف الأخرى الفاعلة في المشهد السوري.
وتهدف الخطة إلى تجنّب سيناريوهات عدة من بينها هجوم من جانب قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أو هجوم من جانب قوات النظام السوري مدعومة من روسيا وإيران.
ويُشار إلى أنّ هجومين من هذا النوع ستتخلّلهما عمليات قصف جوي مكثفة قد تدمر معظم إدلب، ويذهب ضحيتها آلاف المدنيين، فضلاً عن عمليات نزوح كبرى من المدينة التي تضم حالياً نحو مليوني نسمة، ستكون في معظمها باتجاه الأراضي التركية.
وفي سياق متصل، أعلن هاشم الشيخ (أبو جابر) القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام" استعداد الهيئة لحلّ نفسها، ولكن بشروط.
وقال الشيخ، في خطبة صلاة الجمعة في مدينة بنش بإدلب، "قالوا لنا عليكم أولًا أن تحلوا هيئة تحرير الشام، وقلنا نحن مستعدون لحل التنظيم الذي بُني لوسيلة وليس لغاية، لكن بشرط أن تحل الفصائل نفسها، ونكون تحت قيادة واحدة".
وتابع أنّه "يتم البحث حاليًّا عن جسم واحد، بعد سنوات من التمزق والتشرذم الذي شهدته الساحة، مضيفاً أنّ "العالم وعلى رأسه روسيا والولايات المتحدة يسعى لإنهاء الثورة، والخروج إلى جهة يتم الاتفاق معها على حل سياسي يبقي بشار الأسد ويضيع الدماء والشهداء".
واعتبر الشيخ أنّ "الاجتماعات والمفاوضات السياسية لا تمثل إرادة الشعب وثورته"، متهماً "منصة موسكو بأنّها صنيعة روسيا، إلى جانب منصة القاهرة التي تعتبر صنيعة مصر وعبد الفتاح السيسي والنظام السوري أيضاً، علاوة على هيئة التفاوض التي صنعتها الرياض، والتي يعد تمثيلها للشعب السوري باطلًا، بحسب قوله.
ودعا الشيخ إلى "مشروع جامع يرتكز على جهة سياسية تمثل الشعب، وجهة عسكرية تحمي الشعب"، وقال إنّ "هذا ما تسعى إليه الهيئة بعيدًا عن أيّ وساطة خارجية أو داخلية".
وتبحث بعض هيئات المعارضة مثل الحكومة المؤقتة و"الائتلاف الوطني" و"الهيئة العليا للمفاوضات" في سبل تجنيب إدلب ضربة عسكرية تقوم بها بعض القوى الدولية بحجة محاربة الإرهاب، على أن يكون لهيئات المعارضة دور في إدارة المدينة بوصفها الجهة الوحيدة المخولة بذلك.