أنقرة تستدعي سفيرها بألمانيا بعد قرارها بشأن الأرمن..وأردوغان يحذر

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قرار البرلمان الألماني سيؤثر على العلاقات بين الجانبين، بينما شدد نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش، على أن أنقرة تعتبر قرار البرلمان الألماني بحكم المعدوم بالنسبة لبلاده، وذلك في الوقت الذي استدعت فيه الخارجية سفيرها في برلين للتشاور، احتجاجاً على موافقة البرلمان الألماني على القانون الذي يعترف بما تعرّض له الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى على أنه "مجازر إبادة جماعية".

وأثناء زيارته لكينيا في إطار جولة أفريقية، قال أردوغان إن "القرار الذي اتخذه البرلمان الألماني اليوم، ستكون له تأثيرات جدية على العلاقات بين الجانبين. سنتشاور حول الرد بعد عودتي إلى البلاد، وبناءً عليه سيتم اتخاذ الخطوات المناسبة".

بدوره، قال كورتولموش: "البرلمان الألماني وافق على ادعاءات مشوهة ولا أساس لها من الصحة على أنها إبادة جماعية، فهذا خطأ تاريخي. إن موافقة البرلمان الألماني لا تتماشى مع علاقات الصداقة بين البلدين، وتركيا تعتبر هذا القرار في حكم المعدوم بالنسبة لها".

واعتبر أن "هذه قضية بحاجة إلى أن يعمل عليها مؤرخون وعلماء، للوصول إلى نتيجة حول الأمر، وليس السياسيين والبرلمانيين، وتركيا ستعمل على تقديم الاستجابة اللازمة ضد القرار في جميع المحافل".

وعبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، علق وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو، على القرار، قائلا إن "إغلاق الدول للصفحات السوداء في تاريخها لا يتم عبر إصدار قرارات تخص دولا أخرى"، في إشارة إلى "الإبادة التي تعرض لها اليهود على يد النازية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية".

في سياق متصل، تم استدعاء السفير التركي في برلين حسين عوني كارسلي أوغلو، للتشاور، كما قامت الخارجية التركية باستدعاء السفير الألماني في أنقرة، للاعتراض على قرار بلاده.

بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أنه لا يمكن قبول القرار الألماني، قائلا إن "القرار الذي تمت الموافقة عليه في البرلمان الألماني هو قرار خاطئ. لا توجد أي حادثة تجلب العار في تاريخنا. إن هذا ليس من القرارات التي يمكن لأنقرة أن تقبلها".

ويأتي هذا بينما تستعد ثلاثة من الأحزاب التركية المتواجدة في البرلمان، باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، لإصدار بيان مشترك للرد والتنديد بالقرار البرلمان الألماني.

 واعتبر حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، قرار البرلمان الألماني في حكم الملغي. وقال النائب عن الحزب أوزتورك يلماز "نحن نشعر بحزن شديد على القرار الذي اتخذه البرلمان الألماني بالاعتراف بأن ما تعرض له الأرمن عام 1915 على أنه إبادة جماعية. نحن ندين ذلك بشدة، وهذا القرار هو بحكم الملغى بالنسبة لنا".