في خطوة أخرى ضمن الاستراتيجية الهادفة إلى تغيير بيئة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يصوت المؤتمر العام لحزب الليكود، الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الليلة، على اقتراح بإعلان السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية المحتلة.
ويدعو الاقتراح الحكومة الإسرائيلية إلى رفع كل القيود على البناء في المستوطنات اليهودية بمعزل عن مكانها الجغرافي، إلى جانب دعوته إلى فرض القوانين الإسرائيلية بشكل تلقائي على المستوطنات في الضفة.
ويتوقع على نطاق واضح أن يؤيد أعضاء المؤتمر مشروع الاقتراح، حيث أعلن عدد كبير من الوزراء والنواب في الحزب تأييده.
وأشارت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، الليلة الماضية، إلى أن هناك علاقة بين عقد المؤتمر والمصادقة على الاقتراح وقضايا الفساد التي يتم التحقيق فيها مع نتنياهو، مشيرة إلى أن الشعار الذي سيعقد تحته المؤتمر يقول: "في الوقت الذين ينشغلون بالسيجار، ننشغل نحن بصناعة التاريخ"، في إشارة إلى أن التحقيقات مع نتنياهو تأتي على خلفية شبهات بتلقيه هدايا من رجال أعمال على شكل علب سيجار فاخرة وصناديق شمبانيا لزوجته ساره.
ومما يدلل على أن نتنياهو يسعى للحفاظ على قاعدة التأييد الشعبية له في أوساط اليمين، وتقليص تأثير التحقيقات في قضايا الفساد عليها، أنه حرص، قبل أسبوع، على عقد لقاء مع عدد من الحاخامات الذين يمثلون المرجعيات الدينية الكبيرة للمستوطنين، وطلب منهم العمل على إقناع أتباعهم بعدم الانضمام للاحتجاجات ضد الفساد التي انضمت إليها، أيضا، نخب من اليمين الديني.
وقد لاحظت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو أمر، بعد 24 ساعة على اللقاء مع الحاخامات، بتحويل 40 مليون شيكل (13 مليون دولار) لتنفيذ مشاريع في عدد من المستوطنات في الضفة.
يشار إلى أن المئات من النخب المنتمية للتيار الديني الصهيوني تسللت إلى حزب الليكود خلال العقدين الأخيرين، وباتت تشكل مركبا رئيسا منه رغم علمانيته، بهدف التأثير على عملية صنع القرار المتعلقة بمستقبل الصراع والمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.
ونظرا لأن أعضاء المؤتمر العام للحزب هم الذين يختارون قائمة مرشحي الحزب للبرلمان، فإن الوزراء والنواب في الليكود يحرصون على استرضاء أعضاء المركز من التيار الديني الصهيوني.
وأبرز تقرير بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، أخيرا، أن يوسي دغان، رئيس المجلس الاستيطاني في شمال الضفة الغربية، أحد القيادات الشابة في التيار الديني الصهيوني، بات أحد أهم المؤثرين في حزب الليكود، وذلك بفعل تأثيره الواسع على زملائه أعضاء مركز الحزب من التيار نفسه.